خاص || أثر برس زراعة مساحة 100 دونم بـ “الكمون” كان الخيار البديل لـ “أبو موسى” المقيم بالقرب مدينة عامودا في الرقة، عن زراعة أرضه بالقمح والشعير، إذ يقول لـ “أثر برس” إن زراعة القمح أو الشعير لم تعد مجزية، فسعر الكيلو للعام الحالي لن يتجاوز 8-9 آلاف ليرة سورية للقمح في أحسن الأحوال، وبالتالي لن يزيد سعر الطن في أحسن الأحوال عن 8 مليون ل.س، بينما وصل سعر طن الكمـون في العام الماضي لـ 66 مليون ل.س، وقد يتجاوز هذا السعر خلال الموسم الحالي، ليصل لـ 120 مليون ل.س وفقاً لتوقعات التجار.
ويشرح يوسف في حديثه لـ “أثر” بالقول: لم تعد هناك فوائد مادية مجزية من زراعة القمح والشعير، فما نحصل عليه في نهاية الموسم قد لا يعوض التكاليف مع ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة، ورغم ارتفاع تكلفة زراعة الكمون نسبياً، إذ أنفقت ما يقارب 4 ملايين لزراعة مساحة 12 دونم بالكمون، إلا أن العائدات ستكون مجزية، فمعدل إنتاج الدونم الواحد بين 50-100 كغ، من الكمون، وهذا يعني أنني قد أحصل على طن من الكمـون من مساحة 12 دونما، وإذا ما وصل السعر لـ 120 مليون ل.س سيكون العائد ممتاز، خاصة وأن سعر الكيلو حالياً يصل لـ 110 ألف ليرة، وبالتالي الطن بحوالي 100 مليون ل.س، ومن المتوقع أن يصبح الكيلو بـ 130 ألف ليرة حين يبدأ الشحن إلى خارج سوريا.
يقول عمار في حديثه لـ “أثر”: ينخفض إنتاج الأرض من الكمـون عاماً بعد آخر، فمساحة 100 دونم أنتجت خلال العام الماضي 17 طن من الكمون، وهذا العام من المتوقع أن تنتج 12 طن، ويجب تبديل نوع الزراعة في الأرض لعدة سنوات بعدها، فالكمون يزرع لأول مرة في الأرض شرط ألا تكون زرعت به منذ 7 سنوات، ويمكن زراعته لموسمين متتاليين على الأكثر، ومن ثم تتم العودة لزراعات أخرى ريثما تتجهز الأرض للكمون مرة أخرى، لكن هذا لا يعني أن الأرض تضررت، بل العكس تماماً لأنه من الملاحظ جودة أي موسم يزرع في أرض كانت مزروعة بالكمون.
يضيف عمار: أعمل بزراعة الكمون منذ 5 سنوات، لذا أتعاقد على إيجار أرض لم تكن مزروعة بالكمون سابقاً لتنفيذ المشروع، وصحيح أن نسبة الربح تقل، لكنها تبقى أفضل بكثير من زراعة أي موسم آخر، وهي زراعة لا تحتاج للكثير من التكاليف وتحصد بين منتصف نيسان وحتى منتصف شهر أيار أو أبعد قليلاً، لكن زراعة الكمون تتأثر كثيراً بالسيول التي قد تشهدها المنطقة الشرقية، لذا يجب أن يتم اختيار أرض مناسبة لا تتعرض للأمطار السيلية.
تنتشر زراعة الكمون في مناطق متعددة من ريف الحسكة ودخلت خلال العامين الماضيين للريف الجنوبي منه الذي تقل فيه نسبة الأمطار، كما يزرع في شمال حلب وإدلب بمساحات جيدة، ويتم نقل المحصول من قبل التجار نحو إقليم شمال العراق أو تركيا لبيعه هناك، وبحسب التوصيفات، فإن زراعة الكمون تعد من الزراعات غير الاستراتيجية في سوريا، لذا تنشط في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية لانعدام الرقابة على هذه المناطق، إذ تحرص الدولة السورية على تحقيق توازن بين الزراعات الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن، والزراعات التجارية مثل النباتات العطرية وغيرها.
لا توجد إحصائيات دقيقة عن المساحات المزروعة بالكمـون أو الكميات المنتجة خلال السنوات السابقة، وتتفق المصادر الأهلية على أن زراعة الكمون وسواه من النباتات العطرية لا تفسح مجالاً لمضايقات “قسد” أو الفصائل الموالية لتركيا في إجبار السكان على بيع المحاصيل لهما، وبالأسعار التي يحددونها، ليبقى الكمون رهين العرض والطلب، محققاً أرباحاً عالية للفلاحين.
محمود عبد اللطيف – الرقة