أثر برس

بعد انقطاع دام 7 سنوات.. الكهرباء تعود مجدداً إلى نبّل والزهراء في ريف حلب الشمالي

by Athr Press G

خاص || أثر برس عاد التيار الكهربائي إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، بعد انتهاء ورش الصيانة والإصلاح التابعة لوزارة الكهرباء السورية، من أعمال ربط وتمديد الشبكة الكهربائية وتغذية المحولة الجديدة التي تم تركيبها في مدينة نبّل قبل عدة أشهر.

الإعلان الرسمي عن عودة الكهرباء إلى البلدتين، جاء صباح اليوم على لسان وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي، والذي أكد عودة التيار الكهربائي إلى نبل والزهراء حيث قال: “تم إنشاء محطة تحويل 66/20 جديدة، باستطاعة /20/ ميغا واط، ومد خط توتر عالي /66/ ك.ف بطول بلغ /18/ كيلومتراً، وصيانة كافة شبكات التوتر المنخفض ومراكز التحويل”.

وقالت مصادر أهلية من مدينة نبل لـ “أثر برس“، بأن الكهرباء عادت فعلياً إلى نبل والزهراء، في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من ليل أول أمس السبت، حيث فوجئ الأهالي بالتيار الكهربائي يعود إلى منازلهم، في خطوة لم تكن متوقعة من قبلهم خلال الفترة الحالية، فيما أفادت المصادر بأن عملية التغذية استمرت حينها طيلة ساعات الليل وحتى حلول الصباح، ليتكرر المشهد مجدداً ليلة أمس الأحد من حيث عودة التيار في التوقيت ذاته واستمراره إلى حلول صباح اليوم.

وبينت المصادر بأن الكهرباء في مدينة نبل عادت إلى المنازل بالمرور عبر “قواطع الأمبيرات” ذاتها الممددة إلى المنازل، لأن أهالي المدينة كانوا يعتمدون على مد الكابلات الرئيسية المغذية لمنازلهم بشكل مباشر إلى “مولدات الأمبير” الموصولة مباشرة بالشبكة الكهربائية الرئيسية: “ولأننا كنا نتوقع عودة الكهرباء بعد نحو شهر من الآن على أقل تقدير، لم نعمل على نزع تمديد كابلات الأمبير الواصلة إلى منازلنا وإعادتها إلى وضعها الطبيعي”، وفق ما أوضحه “ع. د” من أهالي مدينة نبل.

المحولة الكهربائية التي قدمتها إيران لبلدتي نبل والزهراء

المحولة الكهربائية التي قدمتها إيران لبلدتي نبل والزهراء

وحسب المصادر فإن الكهرباء عادت إلى رقعة واسعة من بلدتي نبل والزهراء، إلا أنه وبالحديث عن بلدة نبل، فما يزال القسم الجنوبي منها إلى جانب منطقة “القراج” الواقعة بين نبل والزهراء، دون تغذية كهربائية لأسباب يبدو أنها متعلقة بتمديد بعض الكابلات الهوائية، حيث من المتوقع أن تدخل المنطقتين ضمن نطاق التغذية الكهربائية خلال الساعات القادمة.

وأثارت عودة الكهرباء إلى نبل والزهراء موجة من الفرح الكبير بين الأهالي، والذين أقاموا على مدار اليومين الماضيين احتفالات عفوية بهذه المناسبة، وخاصة أنها تأتي بعد غياب التيار الكهربائي عن منازلهم لأكثر من /7/ سنوات، منذ عام /2012/، في حين أن أضخم تلك الاحتفالات حدثت مع اللحظة الأولى لوصول الكهرباء ليلة السبت، حيث خرج الأهالي في مظاهر احتفالية حاشدة تركزت في ساحتي نبل والزهراء.

وحققت عودة الكهرباء انعكاسات إيجابية تم لمسها بشكل مباشر على حياة الأهالي ومعيشتهم، حيث سجل خلال اليومين الماضيين نشاط ملحوظ من قبل أصحاب المهن والفعاليات التجارية لتوسيع نطاق أعمالهم، وخاصة على صعيد ورش “النجارة” و”الحدادة” الصغيرة وأصحاب المحال التجارية، والذين لطالما عانوا من مسألة انقطاع الكهرباء نتيجة عدم تمكنهم من تشغيل الآلات الثقيلة والمجمدات الكبيرة نتيجة انقطاع الكهرباء طيلة السنوات الماضية.

ولعل الانعكاسات الإيجابية الأكبر التي يتفاءل بها أبناء نبل والزهراء، هي مسألة التخفيف من الأعباء المعيشية المفروضة على الأسر وخاصة من ناحية تكاليف “الأمبيرات”، حيث يوضح “س. ج” من أهالي نبل لـ “أثر برس” بأن: “كل عائلة في نبل والزهراء كان تتكبد شهرياً /6000/ ليرة سورية لقاء الحصول على أمبير واحد لتشغيل الإنارة فقط في المنازل ولمدة لا تتجاوز الـ /4/ ساعات يومياً، فيما كنا نضطر إلى الاشتراك بأمبيرين على الأقل في حال رغبتنا بتشغيل مبردات المياه في منازلنا خلال فترة الصيف، أي ما يعادل /12000/ ليرة سورية شهرياً، وهذا الأمر لطالما فرض علينا أعباءً معيشية كبيرة أثقلت كاهلنا”.

تجدر الإشارة إلى أن العمل على إيصال الكهرباء إلى نبل والزهراء بدأ قبل نحو /3/ أشهر، حيث وصلت آنذاك محولة كهربائية ضخمة تم تقديمها من قبل إيران للمساهمة في إعادة الكهرباء إليهما، فيما تزامن وصول المحولة مع بدء العمل بشكل حثيث من قبل ورش وزارة الكهرباء لتمديد خطوط التغذية وإصلاح الشبكات المتضررة لإيصال التغذية المناسبة للمحولة التي ستؤمن الكهرباء بشكل مستقر لمنازل الأهالي”.

وكانت بلدتي نبل والزهراء، تعرضتا لحصار خانق من قبل مسلحي الفصائل تزامناً مع بدء الأحداث في ريف حلب الشمالي عام /2012/، وتخلل هذا الحصار عشرات الهجمات والمعارك العنيفة التي دارت في محيطهما دون أن يتمكن مسلحو الفصائل من الدخول إليهما، ما أسفر عن تدمير البنى التحتية والمنظومة الكهربائية فيهما بشكل كامل وانقطاع التيار الكهربائي عنهما منذ ذلك الحين، قبل أن تتمكن القوات السورية في شهر شباط /2016/ من فك الحصار المفروض عليهما وإعادة فتح الطريق الذي يصلهما مع مدينة حلب.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً