خاص || أثر برس في تجربة فردية تعد الأولى من نوعها في الساحل السوري، نجح المزارع من محافظة اللاذقية سهيل مكنا، بزراعة الأرز في قريته القليعة بريف جبلة في خطوة أثارت ردود فعل متباينة عبر صفحات التواصل الاجتماعي بين مشجع على تعميم التجربة، وبين مشكك بجدوى مثل هذه الزراعة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.
وعن تجربة زراعة الأرز، قال المزارع سهيل مكنا لموقع “أثر برس”: “جميع المحاصيل التي زرعها في الماضي آباؤنا وأجدادنا لم تأت بمحض الصدفة أو كزراعة عشوائية وإنما جاءت بعد تجارب عديدة من قبل مزارعين واختصاصيين في الزراعة، منها نجح وهي المزروعات الموجودة حالياً ومنها لم ينجح فعزف أهالي المنطقة عن زراعتها”.
واضاف مكنا: “من هذا المنطلق قررت العام الماضي أن أخوض تجربة زراعة الأرز في جزء صغير من أرضي، وقد بدأت التجربة بعد حصولي على كيلوغرام واحد من الأرز جلبها لي أحد أقاربي من مصر”.
وعن مراحل التجربة، تابع مكنا سرد التفاصيل: “في آذار الماضي، زرعت بذار الأرز ضمن مشاتل أو ما يعرف عند عامة المزارعين بـ”المساكب”، وبعد نمو شتلات الأرز قمت بقلعها من المساكب وغرسها في أرض كنت قد جهزتها بالسماد مسبقاً، وبعد غرسها انتقلت إلى مرحلة الاعتناء بالشتلات عبر سقايتها مرتين وأحيانا ثلاث مرات يومياً بالإضافة إلى إضافة السماد الذواب أثناء السقاية عدة مرات خلال الموسم الزراعي، وذلك حتى حان موعد حصادها في آب الماضي”.
وبين المزارع مكنا أن كمية نصف كيلو الأرز التي زرعها قد أنتجت له 10 كيلو غرام، مشيراً إلى أنه لو كانت هناك وفرة في المياه لكان قد زرع كمية أكبر من التي زرعها.
وبالإضافة لقلة المياه فان هناك عوائق أخرى ساهمت في عدم تكرار التجربة بحسب مكنا الذي أشار إلى عدم وجود آلة تساعد على تقشير حبة الأرز على غرار القمح.
تجارب سابقة:
وكانت مديرية البحوث الزراعية في سورية قد أجرت في وقت سابق وعلى مدى 3 سنوات تجارب على زراعة الأرز السوري في بعض المناطق مثل منطقة سهل عكار في محطة بحوث زاهد، بالتوازي مع إجراء بعض الفلاحين التجارب وكذلك في محطة دبا في محافظة اللاذقية.
وبحسب المديرية فإن النتائج كانت مبشرة حيث يصل إنتاج الأرز في الهكتار إلى 6 طن باحتياج مائي من 8 آلاف إلى 9 آلاف متر مكعب من المياه في الهكتار الواحد، بالإضافة إلى أن عدد الأصناف التي نجحت زراعتها بلغت 19 صنف جميعها من النوع القصير، وسيتم تسجيل هذه الأصناف في وزارة الزراعة السورية مع إدخالها في الخطة الزراعية في حال تم تسجيلها.
ويعتبر الأرز ثاني محاصيل الحبوب بعد القمح من حيث الأهمية الاقتصادية وكمية الإنتاج، وهو الغذاء الرئيسي لنصف سكان العالم، وتخصص الحكومات في بعض الدول ميزانية خاصة بالقطع الأجنبي لاستيراده باعتبار أن زراعته تقتصر على دول معينة تتوافر فيها عوامل إنتاجه.
باسل يوسف – اللاذقية