خاص|| أثر برس هموم بالجملة تثقل صدر السوريين في الشتاء، يتصدرها حالياً البحث عن الدفء الذي بات الوصول إليه مكلفاً، وقد يحتاج قرضاً إذا لم يكن من يسعى وراءه، قد أعدّ العدّة سلفاً وادخر الكثير من المال، أو تسلّح بقرض لمواجهة غلاء الأسعار الذي طال الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها.
ومع أول “لسعة برد” يسارع الجميع إلى التحصّن بالسجاد، إلا أن السجاد على غرار بقية المواد حلّق بأسعاره بعيداً عن إمكانيات أصحاب الدخل المحدود الذين لن يستطيع معظمهم شراء سجادة واحدة، خاصة بعد أن تراوح سعر متر السجاد بين 150-175 للأنواع العادية والمتوسط، بوقت يبدأ سعر متر الموكيت بـ50 ألف ليرة.
محال كثيرة لبيع السجاد والموكيت موزعة في الأسواق الرئيسية والفرعية، فيها أنواع وأصناف مختلفة تناسب جميع الأذواق، لكنها شبه خاوية باستثناء بعض المارة الذين يسألون من خارج المحل عن الأسعار، ثم يمضون في طريقهم وقد اختصرت ملامح وجوههم، التي تغيرت على عجل بعد سماع إجابة صاحب المحل، وتمتماتهم غير المفهومة، كيف باتت الأساسيات من الكماليات التي لا يدري “المعترون” إلى متى سيصمدون بمواجهة الاستغناء عنها.
نار كاوية:
“أسعار غير منطقية، وكأننا نحن أو الباعة نعيش على كوكب آخر”، بهذه الجملة تبادر إحدى السيدات لاختصار واقع حال الغلاء الذي لم يعد مقبولاً، وتضيف لـ”أثر”: “حتى شراء سجادة صغيرة أو حتى موكيت، بات حلماً في ظل الارتفاع غير المسبوق في الأسعار، فهل يعقل أن متر السجاد بـ 150 ألفاً، وسعر سجادة 6 أمتار 750 ألفاً ليرة؟ هل يجب أن يسحب الموظف قرضاً ليشتري سجادة؟”
وتساءل شخص آخر: لم يعد يدري المواطن إذا كان سيستدين المال أو يسحب قرضاً من المصرف لشراء وسيلة للتدفئة أم لشراء سجادة أم لشراء ملابس لأولاده، مضيفاً: كل شيء بات مكلفاً ولا يتناسب مع الدخل الشهري الذي لا يكفي طعاماً.
من جهتها، قالت سيدة كانت تتفحّص “الدعاسات”: “لا أستطيع شراء سجادة لأنني ببساطة لا أملك ثمنها، ولذاك سأستعيض عن السجادة بدعاسات تكون بمقاس متر، فهي تفي بالغرض قدر المستطاع، وتضيف: سعر الدعاسات ليس رخيصاً إذ يتراوح بين 12-20 ألف ليرة.. الأسعار نار كاوية والقوة الشرائية باتت ضعيفة جداً”.
لا دعاسات ولا سجاد، الحل الاقتصادي الأوفر والأنسب حسب سيدة، كانت تكتفي بـ”الفرجة” على أنواع السجاد من بعيد، هو وضع البطانيات على الأرض، فهي تبعث الدفء على غرار السجاد والموكيت، ناهيك عن أنه ليس من الضرورة وضع البطانيات سوى في غرفة المعيشة.
الغلاء طال المستعمل أيضاً:
ارتفاع الأسعار الجنوني طال حتى السجاد والموكيت المستعمل، إذ يقول أحد المواطنين: في ظل غلاء أسعار السجاد توجهت إلى أحد المحال التي تبيع السجاد المستعمل إلا أنني تفاجئت أن الفارق في السعر بسيط، فأقل سجادة 4 أمتار تباع بـ 400-500 ألف ليرة، والسجادة التي يمكن للبائع تخفيض سعرها قليلاً يكون فيها عيباً كوجود حرق أو تلف.
حالة ركود:
من جهته، قال أحد أصحاب بيع السجاد والموكيت لـ”أثر” إن لا ذنب للباعة بارتفاع الأسعار، فهم يبيعون وفق تسعيرة المعمل مع هامش ربح لهم، مشيرين إلى أن السجاد والموكيت طاله الغلاء مثل بقية المواد والسلع، مبينين أن متر السجاد يبدأ بـ 150 ألف ليرة، والموكيت بـ45 ألف ليرة، وتزداد الأسعار وفقاً للجودة والنوع.
واشتكى من قلة حركة البيع والشراء، إذ يحصى عدد المواطنين الذين يدخلون محله في اليوم على أصابع اليد، وغالباُ يسألون عن السعر ثم يغادرون، مشيراً إلى أنه وغيره من التجار لا يستطيعون الاستمرار في العمل إذا بقي الحال على حاله من دون حركة بيع وشراء.
ارتفاع تكاليف الإنتاج:
بدوره، أكد مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية لـ”أثر” أن باعة السجاد ملزمون بالإعلان عن الأسعار وإبراز الفواتير للمستهلكين باعتبار أن كل المنتجات محلية الصنع، فيما تخضع المواد المستوردة لبيان كلفة يتم التسعير بناء عليه، مع ترك هامش ربح معين للمنتج.
وبيّن المصدر أن أي مخالفة في الأسواق من ناحية البيع بسعر زائد يتم ضبطها من قبل دوريات التموين المنتشرة في الأسواق، مشيراُ إلى أن أسعار السجاد تختلف وفقاً لأنواعه المتعددة، وأن ارتفاع أسعار بعض أنواع السجاد ناجم عن ارتفاع تكاليف الإنتاج.
باسل يوسف – اللاذقية