أجرى روبرت مالي، فور تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، كمبعوث إلى إيران، مباحثات مع مسؤولين أوروبيين لبحث تطورات ملف الاتفاق النووي مع إيران.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع: “إن حوار مالي مع المسؤولين السياسيين بوزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية، يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف، وتقييم ما نفكر فيه” وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
ونقلت عن مصدر آخر قوله: “إنه تم بالفعل إجراء المحادثة”، دون أن يقدم أي تفاصيل، فيما لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.
كما نقلت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية عن مصادر أوروبية، لم تسمها، قولها: “إن مالي أجرى الخميس الفائت محادثات مع مسؤولين أوروبيين، لتقييم مستجدات الاتفاق النووي الموقع مع إيران”.
وكان مالي عضواً في فريق أوباما الذي تفاوض على الاتفاق النووي مع إيران والقوى الدولية عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس السابق، دونالد ترامب، بشكل أحادي الجانب في 2018، وكان مالي قد شغل سابقاً العديد من المناصب العليا في الإدارات الديمقراطية لأوباما والرئيس السابق بيل كلينتون، وقد تركز اهتمامه على صنع السياسات في الشرق الأوسط والخليج، كما قدم النصح والمشورة بشكل غير رسمي لفريق بايدن خلال حملته الانتخابية في 2020.
وأعلن مسؤول في الخارجية الأمريكية، بعد يوم واحد من تعيين مالي، أن الأخير يضفي إلى هذا المنصب نجاحاته السابقة في المفاوضات حول “القيود على البرنامج النووي الإيراني”، مؤكداً أن “وزير الخارجية لديه الثقة بأنه وإلى جانب فريقه، سيتمكن من التوصل إلى هذه النتيجة مرةً أخرى”.
وواجه مالي منذ أن عينه بايدن، انتقادات من بعض المشرعين الجمهوريين والجماعات الموالية للكيان الإسرائيلي عندما تردد اسمه لأول مرة كمرشح رئيسي للمنصب، معتبرين أنه قد يكون متساهلاً مع إيران، حيث قال السناتور الجمهوري توم كوتون، في تغريدة “من المثير جداً للاستياء أن يفكر الرئيس بايدن باسم روب مالي لقيادة السياسة الإيرانية”، معتبراً أن مالي معروف بتعاطفه مع إيران وعدائيته للكيان الإسرائيلي.
كما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن محللين أمريكيين، أن تعيين مالي يعني أنه سيكون في طليعة جهود بايدن لإيجاد طريقة للتعامل مع إيران، بعد سنوات من تدهور العلاقات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكان الرئيس بايدن قد وعد باستئناف الحوار مع طهران والعودة إلى الاتفاق شريطة التزام الأخيرة بالتزاماتها، معتبراً أن منع إيران من تطوير سلاح نووي هو الأولوية الأهم.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، شدد أن بلاده لن تقدم أي تنازلات بما يتعلق بالاتفاق النووي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي من انسحب من الاتفاق وأبطلته.
تعيين مالي: تداعيات هائلة على الملف السوري
إلى هذا اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن موقف المبعوث الأمريكي الجديد إلى إيران من “النظام السوري”، يختلف عن باقي أعضاء فريق بايدن، حيث يُتهم من قبل سياسيين في واشنطن بالتعاطف مع إيران وحلفائها.
ولفتت إلى أن “مالي” كان صاحب فكرة عدم الضغط على إيران وممانعة سلوكها في سوريا، بهدف عدم عرقلة عقد صفقة الاتفاق النووي الإيراني للعام ٢٠١٥.
ورأت الصحيفة أن هذا التعيين سيخلف تداعيات هائلة على الملف السوري الذي وعد جو بايدن بإصلاحه، خاصة وأن المبعوث الجديد إلى إيران انتقد في عام 2018 دعم المعارضة السورية، معتبراً أن الولايات المتحدة كانت جزءاً من تأجيج الصراع بدلاً من إيقافه.
ورجّحت الصحيفة أن يعارض المبعوث الجديد والمقربون منه فرض المزيد من العقوبات على سوريا أو تقديم أي دعم للمعارضة السورية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز الشرق الأوسط، ستيفن هايدمان، قوله إن هذا التعيين مؤشر مقلق للملف السوري حيث يعزز اعتقادنا بأن إدارة بايدن ستسير على نهج باراك أوباما فيما يتعلّق بهذا الملف، معرباً عن قلقه من إهمال “النشاطات الإيرانية” ودور حزب الله في سوريا.
روبرت مالي خبير بقضايا الشرق الأوسط ومن أصول حلبيّة
روبرت مالي، والده هو الصحفي اليساري المصري الولادة واليهودي الحلبي الأصل سيمون مالي، أحد المدافعين الصلبين عن قضايا العالم الثالث ومناهضة الإستعمار.
درس روبرت مالي في عدد من أرقى الجامعات على مستوى العالم فهو خريج جامعتي هارفارد ويال الأمريكيتين، حيث كان زميل الدراسة للرئيس السابق باراك اوباما.
نشرت العديد من الكتب والأبحاث والدراسات حول قضايا ومشاكل الشرق الأوسط، ويعتبر خبيراً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.