بحث المبعوث الأمريكي الخاص إلى شمال شرق سوريا نيكولاس غرينجر، أمس الاثنين، مسألة إغلاق معبر “سيمالكا” الواصل بين إقليم “كردستان العراق” ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، في اجتماع مع مسؤولين بـ “المجلس الوطني الكردي”، ومسؤولين في “قسد” بمدينة القامشلي.
وقال “المجلس الوطني” عبر موقعه الرسمي، إنّ “هيئته الرئاسية في سوريا استقبلت، الاثنين 15 أيار، المبعوث الأمريكي في مدينة القامشلي شرقي محافظة الحسكة بناءً على طلبه، إذ أبدى اهتمامه بمسألة عدم السماح لوفد “المجلس” بالعبور إلى كردستان العراق مؤخراً من جانب “قسد”.
من جهته، أكد عضو الهيئة الرئاسية في “المجلس الوطني” فيصل يوسف، عبر تسجيل مصوّر نشره الموقع، أنّ “المبعوث الأمريكي شدد خلال الاجتماع على عدم تكرار منع أعضاء “المجلس” من التنقل بين سوريا والعراق عبر “سيمالكا”.
وأضاف يوسف أن “غرينجر تطرق أيضاً إلى موضوع مشاركة جميع مكوّنات المنطقة في إدارتها وحل جميع الخلافات بينهم”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة ستعمل بهذا الاتجاه وستستخدم إمكاناتها من أجل ذلك”.
وفي وقتٍ أفاد فيه موقع “المجلس الوطني” بأنّ “نيكولاس غرينجر يجري جولة في المنطقة وسيلتقي بمختلف الأطراف”، فإنّ وسائل الإعلام المقربة من “قسد” لم تتحدث عن الزيارة.
وفي السياق نفسه، قال نعمت داوود عضو الأمانة العامة للمجلس، في حديث إلى موقع “نورث برس” الكردي، إنّ “المجلس طالب المبعوث الأمريكي بالضغط على الإدارة الذاتية لإبعاد المعبر عن الخلافات السياسية”، لافتاً إلى أن الأخير وعد بالعمل لحل الموضوع”.
وأصدرت إدارة معبر “فيش خابور – سيمالكا” في إقليم كردستان، بياناً اتهمت فيه “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود “الإدارة الذاتية” باستغلال المعبر لغير الأغراض الإنسانية التي افتتح من أجلها، ووجه الاتهامات له”.
ورداً على ذلك، أكد المكتب الإعلامي لـ “الاتحاد الديمقراطي” رفضه للبيان الصادر، معتبراً أن “هذا التضليل يصب النار على الزيت في مثل هذه الأوقات الحساسة التي تمر بها المنطقة وعموم كردستان”، وفقاً لما نقله موقع وكالة أنباء “هاوار” الكردية.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حكومة “كردستان العراق”، في 11 أيار الجاري، عن إغلاق المعابر غير الشرعية كافة مع المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين الطرفين توتراً متصاعداً منذ مطلع العام الجاري.
وبعد أقلّ من ساعتَين على الإعلان، نقل موقع “نورث برس” الكردي، عن ثلاثة مصادر، قولها إن “هناك وسيطاً أمريكياً يبحث ملفّ المعبر مع الطرفَين السوري والعراقي”، وإن “واشنطن تبذل جهوداً حثيثة لتسهيل إجراءات العبور بين الطرفَين”.
وفي هذا الإطار رأت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أنّ “واشنطن تحرص على عدم تعطيل حركة المرور بين الجانبَين، ذلك لأنها تستخدم المعبر لنقل الجنود والعتاد والأسلحة إلى مناطق سيطرة “قسد”، فضلاً عن تبديل المناوبات لجنودها وضباطها بين المنطقتَين، بالإضافة إلى استخدام المعبر لتهريب النفط والقمح السوري في اتّجاه شمال العراق ومنه إلى تركيا، عبر معبر إبراهيم الخليل”.
وأضافت: “تسعى أمريكا إلى الإبقاء على علاقات مقبولة بين حليفَيها الكرديَّين، وخاصّة أنّها تتوقّع مزيداً من الضغوط الروسية – التركية – الإيرانية على قواتها في سوريا في المدة المقبلة، في حال نجاح الجهود في إنجاز المصالحة بين أنقرة ودمشق، واتفاق “الرباعية” على ضرورة إنهاء الوجود الأمريكي في سوريا.
يُشار إلى أن حكومة “كردستان العراق” تتهم قيادات “قسد”، بالتضييق على أحزاب “المجلس الوطني الكردي” الذين تدعمهم، ومنع المجلس من إجراء مؤتمره في مدينة القامشلي، ولا سيما في ظلّ إصرار “الإدارة الذاتية”، على عدم السماح لقيادات أحزاب “المجلس الوطني”، بالعبور من الحسكة في اتجاه الإقليم، لإجراء مؤتمرهم في أربيل بدلاً من القامشلي، وعدم الاستجابة لطلب قيادة الإقليم في هذا الخصوص.
أثر برس