أثر برس

المبعوث الخاص إلى سورية في زيارة تشمل الأردن والإمارات.. استقراء سياسي، أم تشديد لخناق اقتصادي؟

by Athr Press R

في الوقت الذي تعيش فيه الولايات المتحدة مرحلة انتقال في سلطتها السياسية يقوم المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية بزيارة إلى المنطقة تشمل الإمارات والأردن، ما يضع العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الزيارة وتوقيتها في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، “إن المبعوث الخاص إلى سورية، جويل رايبورن، سيبدأ اليوم الاثنين، زيارة إلى المنطقة، تشمل الأردن والإمارات، وتستمر حتى الخميس المقبل”.

وأضافت الخارجية أن تلك الزيارة، تهدف إلى إجراء محادثات مع الجهات الرسمية، وقادة المجتمع المدني، بشأن الوضع في سورية، وللتأكيد على أهمية الجهود الجماعية للتوصل لحل دائم وسلمي وسياسي للصراع السوري، بما يتماشى مع القرار الدولي “2254”، وفقاً للبيان.

أبعاد الزيارة وتوقيتها قسم المحللين بين من رأى أنها تهدف إلى زيادة العقوبات الاقتصادية على سورية من خلال الضغط الأمريكي لخنق أي منفذ اقتصادي كمعبر نصيب بين سورية والأردن والذي شهد خلال الأشهر الأخيرة حركة تجارة وتصدير وإن كانت متواضعة للبضائع السورية باتجاه دول الخليج، في حين رأى آخرون بأن الزيارة تأتي تحت عناوين سياسية لوضع أطر جديدة في السياسية الأمريكية بعد وصول إدارة بايدن إلى السلطة.

حيث رأى الكاتب والمحلل السياسي مازن بلال في اتصال هاتفي مع “أثر” بأن اختيار “رايبورن” للأردن والإمارات في جولته اليوم يعود إلى أن للبلدين علاقات مع الدولة السورية، فالأردن “ورغم كل ما حدث” لا يزال يحافظ على علاقات مع سورية، أما الإمارات فلها علاقات سياسية وتجارية ودبلوماسية منذ أن أعادت فتح سفاراتها في دمشق نهايات العام 2018 بعد قطيعة دامت لسنوات، وأضاف “بلال” أن الدولتين لم تتخذا مواقف عدائية فاضحة تجاه دمشق في الأطر الدبلوماسية والرسمية.

أما بالنسبة للتوقيت فقد رأى الخبير السياسي أن تلك الزيارة تأتي مع بداية عمل دبلوماسي جديد (تشكيل للجنة الدستورية) مضيفاً أنه من الطبيعي أن يكون هناك زيارات واتصالات ومحاولات لتحريك الأوضاع الراكدة على مستوى الأزمة السورية عموماً.

بالمقابل استبعد “بلال” أن يكون الهدف من الزيارة هو لزيادة الضغوط الاقتصادية على سورية منوهاً إلى أن معبر نصيب لا يقدم الكثير لسورية وتشديد العقوبات ممكن أن يأتي بطرق أخرى.

ورأى أن تلك الزيارة تأتي كمحاولة من الولايات المتحدة لـ “استشفاف” الوضع السياسي في المنطقة وتحقيق قراءة مبدئية للوضع الإقليمي، كون الولايات المتحدة أمام مرحلة انتقالية مع وصول إدارة بايدن إلى السلطة.

وفي منتصف العام الفائت هددت الولايات المتحدة، الإمارات، بفرض عقوبات عليها في إطار قانون قيصر، الذي يستهدف الدولة السورية وحلفاءها، وجاء ذلك على خلفية ما وصفه المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية جيمس جيفري بتقارب الإمارات مع دمشق وقال جيفري حينها “كل من يمارس الأنشطة الاقتصادية، إن كان في الإمارات أو في البلدان الأخرى، وتطابقت هذه الأنشطة مع معايير القانون الخاص بالعقوبات، فقد يتم استهدافه بها”.

أثر برس

اقرأ أيضاً