هاجم المدرب السوري حسام السيد، منظومة الاتحاد السوري لكرة القدم وقراراته الإدارية وتعيينه لمدربي المنتخبات الوطنية، مؤكداً وجود مشاكل كبيرة لا تحل إلا بالتخطيط والدراسات العلمية.
وقال: “دائماً اتحاد الكرة يقول أن مدرب أي نادي أو منتخب يجب أن يكون لديه شهادة تدريبية A أو برو، لكن من بين جميع من عملوا في اتحادات الكرة، هل هناك من يمتلك شهادة C على الأقل في الإدارة والتنظيم؟”.
وأضاف خلال استضافته في برنامج 90 دقيقة: “الناس تتقدم إلى الأمام ونحن نتراجع إلى الوراء، الترشح إلى الاتحاد السابق كان يشترط شهادة الثانوية العامة، ولكننا أرسلنا مقترحاً إلى الاتحاد الآسيوي لإلغاء شرط الشهادة العلمية لأعضاء الاتحاد القادم، هل يعقل أن يكون هناك في الاتحاد القادم أعضاء دون تحصيل علمي ونطلب منهم التطوير”.
وتابع: “لا أتمنى أن توافق الجمعية العمومية على مقترح إلغاء الشهادة العلمية لأعضاء الاتحاد، فكلما ارتفع المؤهل العلمي قلت المحسوبيات، الرياضة تجمع الناس على حالة فرح، وطالما نحن مؤتمنون على هذا العمل يجب أن نختار الأكفأ والأجدر، وليس الأقرب، وموضوع المحسوبيات والعلاقات يجب أن يكون بعيداً عن ذلك”.
وحول الأخطاء الإدارية التي حصلت في الفترات الأخيرة، قال السيد: “طيلة الفترة الماضية دائماً كنا نعاني من مشاكل إدارية، وإذا لم نكن ناجحين إدارياً فمن الصعب أن نكون ناجحين فنياً، كرة القدم تطورت كثيراً، ومن الصعب أن تتطور أو تحقق النجاحات وأنت تعمل بنفس الفكر ونفس الأدوات دون تغيير العقلية”.
وأضاف: “هناك غياب لتأهيل الكوادر الإدارية، نحن طبقنا الاحتراف على اللاعبين والمدربين لكننا لم نحترف العمل الإداري”.
وعن المنتخب ومشاكله، أوضح السيد: “الحالة الوطنية التي خلقها المنتخب في التصفيات الماضية كان من المفترض أن تخضع للتحليل وأن نبني على النجاح، لكن العمل الإداري غير المنظم أدى إلى دخولنا في أزمات لا زلنا نعاني آثارها حتى الآن”.
وأضاف: “من قال أن تصفيات كأس العالم هي مكان لبناء فريق أو تجريب لاعبين، المنتخب الوطني لم يكن يوماً مكاناً لتجربة لاعبين، المنتخب مكان لنخبة اللاعبين واللاعب الأجهز”.
وهاجم السيد أيضاً الاتحاد بتعيين المدربين للمنتخبات الوطنية بالقول: “بأي عمل يجب أن يكون هناك معايير لاختيار المدرب أو اللاعبين للمنتخب، ولا يجوز أن يكون هناك محسوبيات، فهذه سمعة بلد، والمنتخب مصدر لفرحة شريحة كبيرة من المجتمع، ونجاح المنتخب ينعكس علينا جميعاً”.
وأكد: “التقييم عندنا معدوم، ونحن لا نملك الكوادر القادرة على التقييم الصحيح”.
وتابع: “عندما يفشل مدرب مع منتخب الناشئين مثلاً نقوم بتسليمه منتخب الشباب، وعندما يفشل مدرب مع منتخب الشباب، نكافئه بتسليمه المنتخب الأولمبي، لماذا لا يتم إعطاء الفرصة لآخرين ومن المسؤول عن التقييم؟”.
وأضاف: “رياضتنا قائمة على الاجتهادات، نحن كل اتحاد يأتي يترك للاتحاد الذي سبقه كارثة، ولا يوجد هناك استراتيجية واضحة، كل اتحاد يأتي يلغي كل ما بناه الاتحاد السابق ويبدأ من الصفر”.
وأشار السيد إلى أن هناك أعضاء اتحاد تكرروا في 3 اتحادات، هل يعقل أن يكون الفشل محصوراً فقط في رئيس الاتحاد؟، من كان جزءاً من المشكلة لا يجوز أن يكون جزءاً من الحل.
وحول التصفيات الآسيوية الأخيرة، أكد السيد بأن منتخبات مجموعتنا لم تكن بوضعها وأضعنا فرصة مهمة للتأهل، عدم الاستقرار أثر على اللاعبين، ونحن حتى على صعيد الأرض الافتراضية لم نكن مستقرين وقمنا بتغييرها، ولم نكتف فقط بتغيير المدربين.
وعن ملف اللاعبين المغتربين، أبدى السيد تحفظه على استخدام مصطلح لاعب مغترب، معتبراً أن هؤلاء لاعبون لمنتخب سوريا ومحترفون في الخارج ولا مبرر لهذه التسميات، موضحاً أن هذه الأمور تساهم في الشرخ الحاصل بين اللاعب المحلي واللاعب المغترب.
وقال: “هؤلاء اللاعبون الذين يلعبون في دوري الدرجة الأولى في أوروبا قادرون بكل تأكيد على تقديم القيمة المضافة للمنتخب”.
وأضاف: “في 2013 سنحاريب ملكي استدعيته لمباراة العراق وسافر لمدة 20 ساعة ووصل قبل المباراة بساعات قليلة، ورغم ذلك أصر على المشاركة رغم الإرهاق، وهذا الموقف دفعني إلى منحه شارة الكابتن لأنه يستحق ذلك”.