لا جديد بالأوضاع الاقتصادية في سوريا، إلّا المزيد من التراجع والتردي بحسب آراء العديد من المحللين، ما دفع الصحف العربية والغربية إلى تسليط الضوء على أبرز أسباب هذا التراجع والتردي وبعض الحلول التي يمكن أن تلعب دوراً في الحد منه.
حيث نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية:
“تشهد سوريا بعد عشر سنوات من الحرب، أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها مؤخراً تدابير التصدي لوباء كوفيد – 19، كما زاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودِع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم، الوضع سوءاً في سوريا.. ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد خلال العام الأخير. ويعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي”.
وفي “grand strategy” جاء:
”الملاحظ أن محاولة كسر الليرة السورية لا يمضي وحده فهو يتوازى مع فعل مشابه وعنيف على الليرة اللبنانيّة وهذا يعني أن إدارة بايدن قد شنت أقصى حروبها على الشعبين السوري واللبنانيّ معاً وأنها تُكشّر عن أنياب الحرب على البطون بصورة لاسابق لها، وهو ما يتجاوز معركتها مع إيران، إنها حرب على شعبين”.
فيما نشرت صحيفة “الثورة” المحلية:
“في ظل الظروف الحالية ووسط قلة الإمكانيات وضعف الموارد المالية المحلية المخصصة لأغراض التنمية تبدو الحاجة ماسة لإيجاد مطارح وموارد مالية جديدة من أجل الاستجابة لمتطلبات المواطنين وتوفير الخدمات الضرورية وتحقيق التنمية المحلية التي ستنعكس بالنهاية على المستوى الوطني وتكون عاملاً في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة”.
يشار إلى أنه في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي والتقارير العالمية التي تؤكد على انعدام الأمن الغذائي في سوريا، لا إجراءات اقتصادية ملموسة في البلاد إلا بعض المشاريع والمساعدات الاقتصادية من بعض الحلفاء مثل روسيا وإيران، حيث تم مؤخراً مناقشة العديد من الملفات السورية في اجتماع روسي-سوري لا سيما إعادة الإعمار، والإعلان عن إنشاء خط بحري بين سوريا وإيران وغرفة التجارة السورية-الإيرانية المشتركة التي أعلنت عن العديد من المشاريع، حيث قال أمس الرئيس المشترك لهذه الغرفة فهد درويش: ” إن أولى هذه الخطوات الملموسة على الأرض ستكون خلال الفترة القادمة وبالتحديد في قضية الشحن البري والبحري، حيث ستكون آلية المقايضة بين الطرفين هي الوسيلة لكسر الحصار وتخفيف فاتورة الاستيراد ودفع القطع الأجنبي للبلدين” مشيراً إلى أن إيران لها تجربة كبيرة في كسر الحصار والتعامل مع العقوبات الاقتصادية الغربية والأمريكية، حيث استطاعت بناء اقتصاد مقاوم يضاهي أكبر الاقتصادات العالمية.