تزداد الأوضاع الإنسانية في سوريا شدة إثر الزلزال الذي ضرب شمالي غرب البلاد وكان بقوّة 7.7 ريختر، وسط الحديث عن صعوبة وصول بعض المساعدات الإنسانية إلى سوريا نتيجة العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليها، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الأمم المتحدة أن المجتمع الدولي قلّص المساعدات الإنسانية المتهجة إلى سوريا لافتاً إلى أن سوريا لا تحظى بما تستحقه من عناية من ناحية التغطية الإعلامية الدولية مقارنة بتركيا.
الإعلام الغربي والأمريكي بشكل خاص أشار إلى أن الوضع في سوريا التي تعرضت لحرب على مدة 12 عاماً أخطر بكثير من الوضع في تركيا، وبهذا الصدد نشر موقع “المونيتور” الأمريكي:
“في سوريا، الوضع أكثر خطورة، وكانت المناطق المتاخمة لتركيا الخارجة عن سيطرة الدولة السورية من بين المناطق الأكثر تضرراً” مشيراً إلى أن “الدعوات تتزايد لرفع العقوبات الدولية عن دمشق من أجل تسهيل تدفق الإغاثة الطارئة إلى البلد الذي مزقته الحرب”.
الأمر ذاته أشارت إليه صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقالها، لافتة إلى أن “سوريا تحمل ندوب 12 عاماً من الحرب، ومن المرجح أن تعيق آثار هذه الحرب جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال، بسبب نقص الغذاء والانهيار الاقتصادي وتفشي الكوليرا في الآونة الأخيرة” مشيرة إلى أن “البنية التحتية في البلاد في أزمة تعاني من أزمات عديدة بسبب الحرب وبالكاد كانت قادرة على دعم سكانها الذين أنهكتهم الحرب”.
واستبعد تقرير نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني أن تتلقى سوريا المساعدات التي تلقتها تركيا، مشيراً إلى أن “في الوقت الحالي، تشمل الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للمتضررين في شمال غرب سوريا دعم مهام الإنقاذ والمأوى الطارئ والإغاثة الغذائية والإمدادات الطبية والديزل لضمان عمل المولدات وتوفير الكهرباء الأساسية للمستشفيات” مضيفاً أنه “ينبغي عدم استخدام أي ذريعة لتجاهل محنة السوريين المتضررين من الزلزال، ويجب على المجتمع الدولي إيجاد طرق لتقديم الدعم لجميع المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا”.
القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بنْ المليح، شدد خلال لقاء أجراه مؤخراً على موقع “الأمم المتحدة” أن هناك حاجة ماسة لعدم تسييس المساعدات الإنسانية إلى سوريا مؤكداً أن “سوريا متضررة وهي لا تحظى بما تستحقه من عناية من ناحية التغطية الإعلامية الدولية مقارنة بتركيا، ولكن حجم الاحتياجات الإنسانية في سوريا أيضا كبير ولابد من إعطائها ما تستحقه من الدعم من كل الجهات وخاصة الدول العربية والتي يتعين عليها مساعدة سوريا والمحتاجين والمتضررين فيها لأن الاحتياجات كبيرة”