الحديث عن الدراما السورية في هذا الموسم الرمضاني، يتجاوز العناصر الدرامية من تأليف وإخراج وتمثيل وغيرها، فعودة المسلسل السوري إلى القنوات والمنصات السعودية والخليجية بشكل عام، بعد منعه من العرض على هذه القنوات والمنصات منذ بداية الحرب السورية، جعل منها قضية جديرة بتسليط الضوء عليها والبحث بدلائلها.
وفي هذا الصدد، نشرت وكالة “فرانس 24” تقريراً أكدت خلاله أنه على الرغم من أن الرياض لم تعيد العلاقات رسمياً مع الدولة السورية، إلا أن الكثيرين ينظرون إلى أحدث التطورات على شاشات التلفزيون على أنها علامة على التقارب الناعم.
ونقلت عن الصحافي والباحث السوري بديع صنيج، قوله: “الروابط السورية والسعودية تعود من خلال الدراما والقيود التي تفرضها السياسة على الفن بدأت بالتراجع”.
بدوره علّق منتج مسلسل “مع وقف التنفيذ” أحمد الشيخ، على هذه العودة بقوله: “القنوات الخليجية داعم أساسي لأي صناعة درامية”، مضيفاً: “نحن في أول الطريق مجدداً ونأمل بالاستمرارية”، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وفي معرض الحديث عن العودة الدرامية السورية إلى وسائل الإعلام الخليجية والسعودية بالتحديد، قالت “الحرة” في تقريرها: “قبل سنوات الحرب، حققت الدراما السورية قفزات نوعية، لكنها سرعان ما فقدت بريقها لاحقاً خصوصاً بعد العزلة جراء تراجع الإنتاج والمقاطعة من جهة وهجرة العديد من الممثلين والتقنيين خصوصاً إلى مصر والإمارات”، وتابعت أنه خلال الفترة الماضية، ظهرت بوادر عدة تشير إلى انفتاح خليجي تجاه سوريا، أبرزها استئناف العلاقات بالكامل بين دمشق والإمارات، حليفة الرياض.
يشير مختصون إلى أن عودة عرض الدراما السورية على الشاشات السعودية والخليجية بعد قطيعة لمدة 11 عاماً، هي دليل جديد على أننا قد اقتربنا من عودة العلاقات السورية-السعودية بشكل عام، والتي بات يعتبرها محللون على أنها ستكون حتمية، إلى جانب بعض التصريحات السياسية العلنية التي أكدت ترحيب الرياض بعودة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث سبق أن قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان: “ندعم عودة سوريا إلى محيطها العربي”، وكذلك يتوقع الخبراء أن يتجدد الحديث عن استئناف العلاقات بين الجانبين السعودي والسوري، نتيجة مستجدات عدة طرأت على المنطقة كالتوترات في العلاقات السعودية-الأمريكية، وإعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن وجود نية إيرانية-سعودية لاستئناف الحوار بين الطرفين الأمر الذي من الطبيعي أنه سيؤثر إيجاباً على عودة العلاقات بين دمشق والرياض.