خاص|| أثر برس أسفرت الحرب على سوريا التي تسببت بهجر الأبناء لأهاليهم -دون أحد يقدّم لهم الرعاية- طمعاً بالحصول على حياة أفضل في بلدان أخرى، عن تفشي ظاهرة مجالسة المسنين والاهتمام بهم لتكون مهنة لكثير من النساء تؤمن لهن دخلاً شهرياً كما أصبح لهذه المهنة مكاتب خاصة تقوم بالوساطة أو تقوم بالتشغيل.
بلسان نساء المهنة:
تقول “رغداء” إحدى جليسات المسنين، في حديثها لـ “أثر”: “أعتني بسيدة هاجر أولادها خلال سنوات الحرب وأقوم برعايتها في منزلها وأهتم بصحتها وطعامها وتأمين احتياجاتها وفي بعض الأيام أنام بمنزلها وفي أيام أخرى أبقى للمساء فقط”، مشيرة إلى أن الاهتمام بالمسنين عمل جيد ويؤمن لها دخلاً مادياً جيداً كما أنه يعطيها “الأجر والثواب” على حد قولها.
وترى “نسرين” أن الاهتمام بالمسنين وإن كان عملاً جيداً إلا أنه يتخلله الكثير من الصعوبات مثل الابتعاد عن الأسرة خاصة وأنها تعمل لدى سيدة على مدار الـ 24 ساعة وتعطل يوم واحد في الأسبوع وأحياناً بدون عطلة أسبوعية، إضافة إلى أن كبار السن يحتاجون لعناية وطريقة خاصة في التعامل معهم وغالباً هم كالأطفال الصغار.
وتؤكد “أم علي” أن ظروف الحياة أجبرتها على هذا العمل بعد وفاة زوجها حيث تؤمن لها هذه المهنة دخل شهري لا يقل عن 500 ألف ليرة، مضيفة: “أعتني بسيدة خلال ساعات النهار وأقوم بتأمين احتياجاتها وتنظيف المنزل والطبخ”، مشيرة إلى أن الاهتمام بشخص واحد ليس أمراً صعباً خاصة إذا فهم طريقة تفكيره.
مكاتب مجالسة المسنين:
وفي اتصال لـ “أثر” مع أحد المكاتب في حلب بدأت السيدة التي أجابت على الاتصال بالاستفسار عن الوضع الصحي والاجتماعي للمسن الذي طلبنا جليساً له، قائلة: “الجليسة المقيمة لمدة 3 أشهر تكون أجرتها 500 ألف ليرة بالشهر بعمل 24 ساعة مع يوم عطلة أسبوعي وعمولة للمكتب 500 ألف ليرة عن العقد مع كفالة الجليسة وتأمين بديل عنها وتجديد العقد، أما عقد 6 أشهر عمولته 800 ألف مع نفس الشروط”.
وأضافت السيدة من المكتب: “أما ما يتعلق بجليسات ضمن دوام يومي مدته 7 ساعات تنطبق ذات الشروط على العقد مع اختلاف الأجر الشهري الذي يصل إلى 400 ألف ليرة شهرياً”.
تفتقدن للخبرة:
وعن تجربة تشغيل جليسات للمسنين يروي صادق تجربته لـ”أثر” قائلاً: “كتجربة شخصية هناك مآخذ عديدة على المكاتب التي تشغّل جليسات حيث تفتقر أكثرهن للخبرة في العناية بالمسنين”، مضيفاً: “بدلت أكثر من 3 مقيمات وكن يشتكين بشكل دائم ويتطلبن كثيراً بالرغم من مرتبهم المرتفع الذي وصل إلى مليون ليرة شهرياً”.
وتوافقه الرأي “سعاد” مؤكدة أنه في حال الاحتياج فإن التعامل مع جليسة عن طريق المعارف أو الأقارب أفضل كون هذا العمل يتطلب مهارات خاصة والأهم الأخلاق خاصة وأنها ستؤتمن على شخص يحتاج لرعاية خاصة.
حسن العجيلي