أثر برس

المسيّرات تضرب موسكو.. دلالات لافتة في حـ.رب أوكرانيا

by Athr Press A

تعرّضت العاصمة الروسية موسكو، اليوم الثلاثاء، لهجمات بطائرات مسيّرة أسفرت عن تضرر بعض المباني، وعلى الرغم من أن التقارير الرسمية الروسية أفادت بأن الهجمات لم تؤدِ إلى وقوع أضرار بشرية ومادية جسيمة، فإنها تحمل دلالات لافتة، في وقتٍ أصبحت فيه المسيّرات المتفجرة سلاحاً أساسياً في الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ شباط 2022.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنّ “نظام كييف الإرهابي شنّ هجمات على مواقع في موسكو بـ8 طائرات مسيّرة”، مؤكدةً أنّ “الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من تدمير خمس طائرات مسيّرة منها، على حين عطّلت أنظمة الثلاث الأخرى ما تسبب في خروجها عن مسارها”، وفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.

وذكر مكتب المدّعي العام الروسي أنّ، ثلاث بنايات سكنية تضررت في موسكو بفعل الطائرات المسيّرة بعد اعتراضها، بحسب مكتب المدعي العام الروسي.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقطع فيديو ظهر فيه مبنىً سكنياً مكوناً من 25 طابقاً في الضواحي الجنوبية الغربية لموسكو، اشتعلت فيه النيران من الخارج، كما أظهر أيضاً حطام جناح طائرة من دون طيار خارج المبنى مباشرةً.

وقال سيرغي سوبيانين عمدة مدينة موسكو، إنه “تم إجلاء بعض السكان لفترة وجيزة في ساعة مبكرة من الصباح”، على حين ذكر موقع الإذاعة الأمريكية العامة “إن بي آر” أنّ، “فرق الإنقاذ بالمدينة أزالت الأنقاض عن البنايات، وأن المحققين ذهبوا إلى المواقع المتضررة لجمع الأدلة الجنائية”.

وكان رد فعل الكرملين على الهجوم الأخير هادئاً إلى حد كبير، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحفيين، إنّ “وزارة الدفاع تصرفت بشكل جيد في الرد”، مضيفاً: إنّ “الهجمات على روسيا تؤكد الحاجة إلى مواصلة الحرب.”

من جهته، علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الهجوم قائلاً: “هدف تلك الضربات هو ترهيب السكان، وذلك تصرف إرهابي”، مشيراً إلى أنّ “أنظمة الدفاع الجوي عملت بشكل طبيعي وبكفاءة في أثناء الهجوم الإرهابي بالطائرات المسيّرة”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.

ولفت بوتين إلى أنّ “القوات الروسية تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط خلافاً لكييف التي تهاجم أهدافاً مدنية”، وتابع: “حكم الإقليم الذي يسمى أوكرانيا في السنوات الأخيرة أشخاص مرتبطون بمصالح الغرب والذين أسسوا نظاماً معادياً لروسيا.”

وأوضح الرئيس الروسي أنّ “القوات الروسيّة واجهت من مثل هذه الهجمات في سوريا على الرغم من أن حجم العاصمة الروسية لا يُقارن مع المدن السوريّة.”

بدوره، نفى مستشار في الرئاسة الأوكرانية مشاركة كييف بشكل مباشر في الهجوم على موسكو، غير أنّه أكد أنّ بلاده سعيدة بمشاهدة الأمر وتتوقع زيادة في تلك الهجمات.

وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، لقناة “بريكفاست شو” في موقع “يوتيوب”: “فيما يتعلق بالهجمات: بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها ونتوقع زيادة في عدد الهجمات؛ لكن ليس لنا علاقة مباشرة بالأمر”.

حرب المسيّرات بين موسكو وكييف

أفاد أحد كبار المشرّعين الروس أندريه كارتابولو، في حديث لموقع أخبار الأعمال الروسي “RBC” ، بأن “روسيا دولة كبيرة جداً وستكون هناك ثغرة دائماً تمكن مسيّرة من التحليق حول المناطق التي توجد بها أنظمة الدفاع الجوي”.

وأضاف كارتابولوف، إنّ “الغرض من الهجمات هو إثارة غضب الشعب الروسي.. إنه عمل ترهيب يستهدف السكان المدنيين.. إنه مصمم لخلق موجة من الذعر”.

وخلال الأشهر الفائتة من الحرب الروسيّة– الأوكرانية، أصبحت المسيّرات سلاحاً أساسياً في النزاع المستمر بين الطرفين، نظراً إلى مرونة التعامل مع هذه الطائرات ودقة أهدافها ورخص ثمنها في مقابل الأسلحة التقليدية، إذ تستخدم أوكرانيا طائرات “بيرقدار” التركيّة المسيّرة، على حين تتهم واشنطن والغرب وأوكرانيا بأن موسكو تستخدم مسيّرات إيرانية متطورة.

وتم استهداف موسكو ومنطقتها الواقعتان على بعد أكثر من ألف كيلو متر عن أوكرانيا، حتى الآن بهجمات مسيّرة قليلة جداً، في حين كثرت هجمات كهذه في مناطق روسية أخرى.

وجاءت الهجمات على موسكو بعدما تعرّضت العاصمة الأوكرانية في اليوم نفسه، إلى ثالث هجوم روسي خلال 24 ساعة بأكثر من 20 مسيّرة، وفقاً لما أعلنه رئيس الإدارة العسكرية في كييف.

وأفاد سيرهي بوبكو بأن “القوات الجوية الأوكرانية دمرت أكثر من 20 طائرة مسيّرة هاجمت العاصمة كييف“، مشيراً إلى أنّ “الهجوم كان هائلاً ومن اتجاهات مختلفة وعلى مراحل عدّة”.

وكان الكرملين أعلن في 3 أيّار الجاري، أنّ “الجيش والاستخبارات الروسيين عطلا طائرتين مسيّرتين حاولتا الهجوم على قصر الرئاسة الروسية وسط موسكو، متهماً أوكرانيا بالتخطيط لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وذكر الكرملين في بيان، إنّ “الرئيس الروسي لم يُصب بأي أذى جرّاء الهجوم الأوكراني، واصفاً الهجوم بالعمل الإرهابي”، موضحاً أنّ “موسكو تحتفظ بحق الرد على الهجوم في المكان والزمان المناسبين”، وفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.

أثر برس

اقرأ أيضاً