كشف رئيس المعهد الأمريكي للسياسات الاستراتيجية ميك لين، عن مخاوف لدى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الإعلان عن القضاء على تنظيم “داعش”، حيث تسعى واشنطن في المرحلة الحالية إلى تنفيذ مشاريع عدوانية جديدة في سورية لضمان استمرارية وجودها في البلاد وأبرزها ما يسمى بمشروع “المنطقة الآمنة”، ما يشير إلى سعي الإدارة الأمريكية لتطبيق خطة جديدة بعد القضاء على ذريعة وجودها العسكري وغير الشرعي في سورية.
حول هذه المشاريع والخطط الأمريكية نشرت صحيفة “العرب” مقالاً جاء فيه:
“هكذا جاء القرار الجديد كحل وسط يرضي طرفين داخل الإدارة الأميركية، الطرف الأول هو الرئيس ترامب المشغول بالاستحقاق الانتخابي القادم، بعد نحو عام ونصف العام، أكثر من أي قضية أخرى، ووعد ترامب قاعدته الشعبية بالانسحاب من سورية وببناء جدار على الحدود الأميركية مع المكسيك، وهو يحاول الإيفاء بهذين الوعدين وعازماً استخدام كل الوسائل، الدستورية منها وغير الدستورية، لتحقيق ذلك”.
في حين أشارت “رأي اليوم” إلى أن واشنطن تبحث عن عدو جديد لتبرر وجودها العسكري في سورية، إذ ورد فيها:
“الآن، ومع اقتِراب إعلان الولايات المتحدة وحلفائها القضاء نهائياً على داعش، فإنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو عن هوية العدو الجديد الذي سيحاربه الغرب، ويحشِد الطائرات والحلفاء ومئات المليارات من الدولارات للقضاء عليه؟.. وهناك سؤال لا يمكِن تجنّب طرحه في هذه العجالة، هو عما إذا كانت أمريكا وحلفاؤها ستكون قادرة على مواجهة هذا العدو والقضاء عليه، بأقلّ الخسائر مثل ما كان عليه الحال في جميع تدخّلاتها العسكريّة السّابقة؟”.
في حين تحدثت “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مآزق أمريكا في تنفيذ خططها:
“إن الولايات المتحدة تحاول وضع خطة تعتمد على التوافق مع الحلفاء الأوروبيين وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا، حيث أكد مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن حلفاء واشنطن في القارة العجوز لم يلتزموا حتى انقضاء المهلة المطروحة من قبل واشنطن بإرسال قوات إلى شمال شرقي سورية وهذا الأمر يعكس الصعوبات التي تواجهها إدارة ترامب في إعداد خطة جديدة للمنطقة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين والدوليين، بعد قرار ترامب المتعلق بسحب القوات الأمريكية من سورية”.
هناك ما يجبر الولايات المتحدة على إلغاء ذريعة قتال تنظيم “داعش” في سورية، ربما يكون بسبب التنسيق العسكري الذي شهدته الفترة الأخيرة بين الجانبين السوري والعراقي والبدء بالعمليات العسكرية المشتركة ضد التنظيم، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع أن تتخلى عن مكاسبها في سورية وفقاً لما أكده المتحدث باسم “التحالف الدولي” سابقاً بريت ماكغورك، لكن واضح أن هناك مشاكل تعاني منها واشنطن تتعلق بفقدانها للحلفاء، إذ اعتادت أمريكا على إنشاء المشاريع ورسم الخطط وتبتعد عن مرحلة التنفيذ لتخرج بأقل خسائر ممكنة، لكن هذه المرة كان الأمر مختلف، فالدول الأوروبية لم تلتزم بمشروع الشمال السوري وتركيا شريكة أمريكا في “الناتو” لن تصمت عن منعها بالمشاركة في “المنطقة الآمنة” ولن تقبل بتقييد حركتها في سورية من قبل الولايات المتحدة.