المتغيرات الأخيرة على الساحة السورية، وضعت المعارضة بشقيها السياسي والمسلح أمام طريق شبه مسدود، حيث فقدت شرعيتها أمام المجتمع الدولي وفي أروقة المؤتمرات التي تتناول الشأن السوري.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “العربي الجديد“:
“تبرّر المعارضة السورية اليوم، أو ما تبقى منها ممثلاً في ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض 2، مشاركتها فيما تسمى مفاوضات اللجنة الدستورية بأنها تهدف إلى تحقيق أدنى المكاسب، بعد الهزائم العسكرية المتتالية التي منيت بها المعارضة من حلب إلى الغوطة الشرقية إلى القلمون، وأخيراً درعا، وتتحجّج بأن عدم مشاركتها لم يمنع مجموعة أخرى من السوريين، الذين يركبون كل موجة وينتهزون كل فرصة عند كل منعطف وممرّ، من المشاركة، وبالتالي الحجة التي يجري تردادها دوماً أن ذلك هو أفضل الحلول”.
وتحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المعارضة المسلحة من خلال ما يجري في ملف معركة إدلب، فنشرت في صفحاتها:
“باتت إدلب المصيدة الكبيرة، التي سيتم تجميع كل الإرهابيين والمتطرفين فيها على خلفية رهانات باتت واضحة، أولاً: الرهان على أن الخلافات العاصفة أصلاً والصدامات السابقة بين هذه المجموعات المسلحة، ستدفعها إلى الانخراط في اقتتال حتمي، ما يخدم الحكومة السورية في نهاية الأمر، وهذا ما حصل فعلاً منذ بداية عام 2016، ثانياً: الرهان على أن تجميع هذه التنظيمات وفيها فصائل إرهابية في بؤرة واحدة، سيوفّر بالتالي وعندما يحين الأوان، تأييداً ضمنياً من الدولة الخارجية لأي عملية عسكرية تقوم بها القوات السورية لتطهير المنطقة، وهو ما تؤيده اليوم هذه الدول اليوم خلافاً لمواقفها المعلنة التي تحذر من هذه العملية، ليس من منطلق الخوف على إدلب، بل الخوف مما ستضخه من المتطرفين الذين سيفرون”.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن السبب الذي دفع برلمانيون في هولندا إلى الكشف عن دعم بلدهم لبعض فصائل المعارضة في سوريا، الأمر الذي أثار توتراً في البرلمان الهولندي ما دفع الحكومة الهولندية إلى إعلان وقف الدعم فقالت:
“برّر وزير الشؤون الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، القرار بأنه جاء نتيجة استعادة القوات السورية مساحات شاسعة من البلاد وتقلّص المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، معتبراً أن المساعدات التي بلغت قيمتها أكثر من 70 مليون يورو لم تؤتِ ثمارها المرجوة، وحول الجهات المستفيدة، قالت الحكومة إنها دعمت المعارضة المعتدلة بالمال في سوريا”.
من الواضح أن مصطلح معارضة لم يعد متداول، والحديث في الفترة الحالية يدور حول استعادة الدولة السورية لجميع أراضيها وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بعيداً عن قضايا الانتقال السياسي وغيرها، وذلك بعدما قررت القوات السورية اتخاذ قرارها الحاسم بتجاهل جميع الوساطات الدولية وشنها عملياتها العسكرية التي استعادت من خلالها السيطرة على الجنوب السوري، والسيناريو ذاته يعاد الآن في محافظة إدلب لعدم شن المعركة هناك.