عبرت “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تضم أبرز الفصائل المسلحة في إدلب ومحيطها، عن رفضها لأي وجود روسي في المنطقة منزوعة السلاح المرتقب إعلانها بموجب الاتفاق الروسي-التركي الأخير.
وأفاد الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” عبر تطبيق “تلغرام” أمس الأحد، بأن “الجبهة أبدت خلال لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق، رفضها للتواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد”، مضيفاً أنه كان هناك “وعد بعدم حصوله ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي”.
ونص الاتفاق على إعلان منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين القوات السورية والفصائل المسلحة عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة عسكرية روسية.
من جانبه اعتبر المتحدث باسم فصيل “جيش العزة” اليوم الاثنين، بأن اتفاق سوتشي المُبرم بين الرئيسين التركي والروسي “بمخرجاته الحالية هو غير مقبول نهائياً”، بحسب ما نقلت وكالة “قاسيون” المعارضة.
وأوضح الناطق باسم “جيش العزة” في تصريح للوكالة أن أسباب رفضهم للاتفاق تتعلق بطبيعته التي تقتضي سحب السلاح الثقيل من جانب المعارضة فقط، حسب قوله.
وتأتي كل تلك التعقيدات دون الحديث عن “هيئة تحرير الشام-جبهة النصرة وحلفائها” العقبة الأبرز أمام تنفيذ الاتفاق، مع سيطرتها ومجموعات متشددة متحالفة معها على نحو %70 من المنطقة منزوعة السلاح المرتقبة، بحسب قناة “روسيا اليوم”.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف من “الهيئة” التي أعربت سابقاً عن رفضها تسليم السلاح، معتبرة الأمر “خط أحمر”، في حين أعلن تنظيم “حراس الدين” قبل أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي رفضه لما وصفه بـ “المؤامرات”.
وتعكس هذه المواقف حالة من الارتباك في صفوف الفصائل المسلحة إزاء الاتفاق، بعدما كانت فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” رحبت بمضمونه وأكدت استعدادها للتعاون مع تركيا لتطبيقه، ما من شأنه التشكيك بنجاحه خصوصاً وأنه لم يتبق سوى 15 يوم للمهلة الروسية.