خاص|| أثر برس أصدر “الجيش الوطني” التابع لأنقرة أمس الأربعاء قراراً يقضي بعزل واعتقال المدعو “معتصم عباس” قائد “فرقة المعتصم” التي تسيطر على بلدة مارع بريف حلب.
وأفادت مصادر محلية لـ”أثر برس” بتوجه قوة عسكرية إلى مقر “معتصم عباس” لتنفيذ أمر الاعتقال، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات بين بعض عناصر “فرقة المعتصم” والقوة العسكرية التي تم إرسالها من قبل “الجيش الوطني”.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات تسببت بمقتل المدعو “أحمد عباس” شقيق قائد “فرقة المعتصم” وإصابة 4 آخرين، وتم اعتقال “معتصم عباس” وتحويلة إلى القضاء العسكري التابع “للجيش الوطني “.
وحول أسباب عزل “معتصم عباس” واعتقاله، كشفت مصادر “أثر برس” أن اعتقال “عباس” يعود لأسباب عدة، أهمها تصرفه بمبالغ مالية كانت مخصصة كرواتب عناصر “فرقة المعتصم” بالإضافة إلى شرائه منازل وأراضي ومطاعم خلال السنوات الخمسة الماضية تبلغ قيمتها مايقارب 5 مليون دولار.
الأمر الذي أكدته تسجيلات صوتية مسربة لـ”علاء الدين أيوب” وهو أحد قياديي “الجيش الوطني” إذ أكد أن “عباس” جعل من الفرقة (فرقة المعتصم) شركة استثمار، مشيراً إلى أن “عباس بات يلفق تهماً لخصومه، عدا عن أملاك وعقارات نهبها”.
وأضاف أن “عباس” حاول تسهيل دخول “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، إلى مدينة مارع، متابعاً أن “معتصم عباس حاول التنسيق مع تحرير الشام، لتنفيذ اغتيالات قادة عسكريين وأشخاص مدنيين من مارع بذريعة أنهم سيئون ومفسدون، وأن لديه شهوداً وقائمة بأسماء التصفيات المخطط لها”.
وفي هذا الصدد، أشارت مصادر “أثر برس” إلى أنه وصلت إلى قياديي “الجيش الوطني” معلومات تفيد بأن “عباس” عقد اجتماعات عدة مع قائد “هيئة تحرير الشام” المدعو “أبو محمد الجولاني” خلال الأشهر الماضية، وقدّم للأخير معلومات أمنية وعسكرية تخص قياديين في “الجيش الوطني” مقابل مبالغ مالية ضخمة ودعم عسكري حصل عليه من قبل “الجولاني”.
وحاولت “هيئة تحرير الشام” سابقاً التقدم باتجاه مناطق ريف حلب من خلال توجيه أرتال عسكرية، وكان آخر هذه المحاولات في 19 كانون الأول 2023، إذ اقتحم مدينة أعزاز التي تسيطر عليها فصائل أنقرة، لاعتقال جهاد عيسى الشيخ المدعو “أبو أحمد زكور” بعد انشقاقه عنها، ودارت حينها اشتباكات عنيفة بين مسلحي “الهيئة” وفصائل أنقرة، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، إضافة إلى إصابة شقيق “أبو أحمد زكور” مع اثنين من مرافقيه، وقتل 4 مسلحين من “الهيئة” من دون أن تتمكن الأخيرة من إلقاء القبض على “زكّور”.
وفي تشرين الأول 2022 اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيلي “فرقة الحمزة” و”الفيلق الثالث”، وذلك بعد اعتقال الأخير مجموعة تابعة إلى “فرقة الحمزة” وتدخلت “الهيئة” في القتال إلى جانب “الحمزة” بالاشتراك مع فصيل “فرقة سليمان شاه” و”حركة أحرار الشام – القاطع الشرقي” التابعين لأنقرة، الأمر الذي أدى إلى دخول “الهيئة” إلى كامل منطقة مدينة عفرين والسيطرة عليها بتمهيد من تلك الفصائل، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الفيلق على الانسحاب إلى مدينة أعزاز، أبرز معاقله، لتنسحب “الهيئة” من المنطقة بعد مفاوضات واجتماعات بطلب من الجانب التركي.
يُشار إلى أن “فرقة المعتصم” هي أحد مكونات “الفيلق الثاني” في “الجيش الوطني” التابع لأنقرة، وقائدها “معتصم عباس” حاصل على الجنسية التركية شأنه شأن كثيرين من القياديين العسكريين في “الجيش الوطني”.
حلب