تضاربت الروايات التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية حول المفاوضات بين سوريا وتركيا بشأن سوريا، وذلك بعدما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر وزارية تركية أنها أول جولة مفاوضات ستُعقد في أذربيجان.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أمس الجمعة عن مسؤول “إسرائيلي” تأكيده أن “إسرائيل” متفائلة جداً بشأن محادثات خفض التوتر مع تركيا، وفق مقال ترجمته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأضاف أن “تل أبيب منفتحة حتى على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية محدودة في سوريا”، موضحاً أن “المحادثات عُقدت بحسن نية”، مضيفاً أنه ستكون هناك مناقشات أخرى بعد اجتماع الجانبين هذا الأسبوع في أذربيجان.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول تركي قوله: “لطالما كان مصدر قلق تركيا هو التهديد الإرهابي العابر للحدود من سوريا إلى تركيا” في إشارة إلى تنظيم “داعش” و”حزب العمال الكردستاني”، متابعاً أن “بخلاف ذلك، لا نريد أي صراع مع أي دولة”.
وعلى خلاف رواية التقرير الذي نشرته “تايمز أوف إسرائيل” أفاد تقرير نشرته هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان” أمس الجمعة بأن كل من “إسرائيل” وتركيا فشلتا في التوصل إلى اتفاق لمنع تصاعد التوتر بينهما في سوريا، وفق تقرير ترجمته قناة “العربية“.
وبحسب “كان” فإن من المقرر أن تستمر المفاوضات التي يحاول الجانبان “الإسرائيلي” والتركي خلالها الاتفاق على إنشاء آلية لمنع الصراعات بينهما في سوريا، بعد انتهاء عيد “الفصح اليهودي”، الذي يصادف هذا العام في الفترة من 12 إلى 19 نيسان.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أكد بتاريخ 10 نيسان الجاري عقد لقاء تفاوضي بين مسؤولين “إسرائيليين” وأتراك في أذربيجان، معرباً عن امتنان “الجانب الإسرائيلي” للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لتنظيم هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن “الجانبين حددا مصالحهما في المنطقة، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار للحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية عن مصدر “إسرائيلي” وصفته بـ”المطلع” أن “تل أبيب” وأنقرة بحثتا مؤخراً آلية تنسيق في سوريا لمنع الاشتباك بين قوات البلدين.
بدوره، كشف وزير الخارجية التركي حقان فيدان، عن وجود هذه الاتصالات مؤكداً أنها “محصورة في الإطار الفني فقط”، وقال في لقاء مع قناة “CNN Turk”: “يمكن تشكيل آلية عدم اشتباك مع إسرائيل”، مشيراً إلى أن سبب قطع العلاقات معها الحرب على غزة.
في الوقت نفسه، أكد فيدان أن “من الضروري إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي السورية وأن تتوقف عن قصف بنيتها التحتية”، مشدداً على أن “عدم الاستقرار في بلد جار لتركيا، سيؤثر عليها ويتسبب لها بأذى”، محذراً من أن أنقرة “لا يمكنها البقاء صامتة إزاء ذلك”.
وفي 7 نيسان الجاري قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في حديث موجه لـ”نتنياهو”: “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين”، مضيفاً أن “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقاً أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جداً مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أدوغان، حذّر جهات لم يسمها من محاولة إثارة الاضطرابات في سوريا، وقال في كلمته الافتتاحية لمنتدى “أنطاليا الدبلوماسي”: “من يريد أن يجعل إخواننا السوريين يمرون بهذا مرة أخرى، عليه أن يعيد حساباته، لا يجوز لأحد أن يسيئ فهم رباطة جأشنا وصبرنا وموقفنا تجاه حل القضايا من خلال الحوار. لا ينبغي لهدوئنا أن يقود أحداً إلى حماسة خاطئة جداً”.