تواصل الأمم المتحدة المباحثات بعد موافقة دمشق استئناف إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى شمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى” مدة ستة أشهر إضافية، في وقتٍ ينتهي فيه تفويض دخول المساعدات عبر معبري “باب السلامة والراعي” قريباً.
وفي هذا الصدد، أفاد ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة راميش راجاسينغهام، بأنّ “الفريق الأممي يواصل النقاش فيما يخص المساعدات، مشيراً إلى “التزام مبادئ المنظمة مثل “الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية”.
وأضاف إنّ “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية سيواصل النقاش لضمان ترتيبات عمل تسمح بالوفاء بتفويض المنظمة بطريقة تتماشى مع مبادئها”.
وتستخدم قوافل الأمم المتحدة حالياً نقطتي عبور للمساعدات إلى شمالي سوريا عبر معبري “باب السلامة والراعي”، بتفويض منحته الحكومة السورية عقب زلزال شباط، غير أنّ هذا التفويض ينتهي في 13 آب المقبل، وتشير الأمم المتحدة إلى أن 85% من المساعدات الإنسانية الأممية كانت تنقل إلى شمالي سوريا عبر معبر “باب الهوى”، وهو حجم لا يستطيع المعبران الآخران تعويضه”.
ولفت راجاسينغهام إلى أنّ “المساعدة عبر الحدود مسألة حياة وموت لملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا”، معتبراً أن “إخفاق مجلس الأمن في تجديد هذه العمليات هو مخيب للآمال بشدة”، مشيراً إلى أن “4.1 مليون من أصل 4.6 مليون شخص في شمال غربي سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.
ومدّدت دمشق في 13 من تموز الجاري آلية إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، في خطوة باتت تعتمدها الحكومة السورية لتعزيز حضورها في هذا الملف، وإبعاده عن طاولة المفاوضات السياسية، وفي هذا الصدد أعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ، في رسالة إلى مجلس الأمن، أنّ “دمشق ستسمح بإرسال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مدة ستة أشهر إضافية”، مضيفاً: إنّ “هذه الخطوة تبدأ من الثالث عشر من الشهر الجاري، ويجب أن يجري تنفيذها بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية”.
وجاء ذلك بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في جلسةٍ عقدها في 11 من تموز الجاري، بالتوصل إلى تمديد التفويض الأممي لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا، بعدما انتهى العمل به في 10 من الشهر نفسه، إذ انتهت نتيجة التصويت على مشروع القرار السويسري- البرازيلي، بتأييد 13 عضواً، ومعارضة صوت، وامتناع الصين عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماده بسبب “الفيتو” الروسي.
كما صوّت مجلس الأمن على مشروع القرار الروسي الذي ينص على التمديد ستة أشهر فقط، وجاءت نتيجة التصويت بتأييد عضوين، واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وامتناع عشرة عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماد القرار أيضاً.
وكانت روسيا جددت معارضتها تمديد العمل بآلية نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا من دون المرور بدمشق، واتهم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، ديفيد كاردين نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لسوريا، بتطوير تعاون وثيق مع الفصائل المسلحة المتمركزة في إدلب.
وقال نيبينزيا في جلسة مجلس الأمن بنهاية حزيران الفائت، “إنّ الجماعات المسلّحة السورية المتمركزة في إدلب طورت تعاوناً وثيقاً، وكما نرى مثمراً إلى حد ما مع السيد ديفيد كاردين، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا، والذي تصادف أنه بريطاني الجنسية”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
أثر برس