قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن مسألة خروج القوات التركية من سوريا، هي ليست اشتراطات وإنما أمور طبيعية في السياسة، ومن المنطقي أن تكون أي مباحثات مبنية عل أسس، فكيف يمكن التفاهم مع محتل للأرض، وهو لم يبد أي رغبة لحل المشاكل القائمة بين الجانبين.
وأكد المقداد خلال لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، أن “سوريا اتخذت الكثير من الإجراءات سابقاً، من أجل تعزيز العلاقات مع تركيا، وكانت في بعض الأحيان غير منسجمة مع مصالح الشعب السوري”، مشدداً على أن “التضحية بالوضع الاقتصادي والمؤسسات كانت من أجل تعزيز العلاقات مع جيراننا الاتراك، وبناء علاقات تقوم على حسن الجوار كما نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وكما يجب أن تكون هذه العلاقات”.
وأضاف المقداد أن “سوريا وقعت 52 اتفاقية مرة واحدة مع تركيا، في المقابل نسيت أنقرة كل هذه الاتفاقيات وسعت نحو تخريب العلاقات مع سوريا، وسمحت للتنظيمات الإرهابية بالهجوم على الأراضي السورية وهذا انعكس سلباً على أوضاع كل دول المنطقة”.
واوضح وزير الخارجية السوري، أن سوريا أقامت علاقات جيدة مع تركيا، منذ العام 2000 إلى عام 2010، لكن المشكلات بدأت عندما قامت تركيا بدعم المسلحين الذين دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية، ودمروا البنى التحتية فيها، وقتلوا سوريين، وجعلوهم لاجئين على أرضهم، مشيراً إلى أن حسابات تركيا كانت خاطئة، إذ كانوا يتوقعون أن تكون الهجرة لعدة أيام او أسابيع.
وأشار المقداد إلى أن “تركيا بنت الخيم قبل الحرب على سوريا، لإنهاء مايسمى نهاية الوضع في سوريا، لكنهم وجدوا سوريا بقيادة الرئيس الأسد، قد صمدت وحاربت ولم تتنازل، ولم تتراجع كما كان يتوهم الجانب التركي وأمريكا والكثير من الأوروبيين وبعض الدول العربية”.
وحول الموقف السوري من التقارب مع أنقرة، اعتبر المقداد أن “سوريا جاهزة لبناء علاقات طيبة وطبيعية مع تركيا، لكن ليس على حساب الأرض والدماء السورية، وقطع المياه عن سوريا، وقصف وقتل السوريين في المناطق الشمالية الحدودية”، موضحاً أن “سوريا لاتفرض شروط ولكن من الطبيعي أن تتوقف الأعمال التركية العدائية لإعادة العلاقات السورية – التركية”.
وأكد المقداد على وجوب عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، لأنهم مواطنون سوريون، مشيراً إلى أن “إعلان أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن إنشاء مستوطنات لإحلال سكان آخرين مكان سكان أصليين في هذه المناطق، غير مقبول في القانون الدولي الإنساني وهي جريمة حرب يعاقب القانون عليها”.
ودعا المقداد “المعارضة” السورية، للعودة إلى دمشق، قائلاً: “سوريا ترحّب بكل المواطنين لأن الوطن للجميع”، مضيفاً: “فلينضم هؤلاء إلى شعبهم لإغناء مجالس الإدارة المحلية، فكل مواقع الإدارة القاعدية في سوريا هي بقيادة مؤسسات منتخبة “.
كما دعا وزير الخارجية السورية “المعارضة” إلى عدم تصديق الأحلام التي قطعتها الدول الغربية لهم، لأن هذا الدعم قد سقط.
وأردف المقداد: “كانت الظروف التنموية في سوريا قبل عام 2011 رائعة، فحققت البلاد تقدماً اقتصادياً يصل إلى عشرة بالمئة في العام الواحد، إذ أعلنت الأمم المتحدة أن سوريا هي الدولة رقم عشرة في تحقيق الإنجازات التنموية.. والآن أين نحن بسبب هذه المعارضات”.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الأمس السبت، أن سوريا لا تجري في الوقت الراهن أي مفاوضات مع تركيا ترتبط بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
أثر برس