أكد وزير الخارجية السوريّة فيصل المقداد العمق التاريخي للعلاقات السورية الإيرانية، والتي بلغت مرحلة بات من الصعب النيل منها، وذلك بفضل صمود شعب البلدين وحكمة قيادتهما، بحسب ما نقلته وكالة “سانا”.
جاء ذلك خلال مباحثات عقدها المقداد في طهران مع مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، تناولت العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين سوريا وإيران وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتنسيق المواقف المشتركة بين البلدين.
ونوّه المقداد بـ “حكمة القيادة الإيرانية في تعاملها مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الإيرانية بتحريض ودعم من القوى الغربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.”
من جهته، أكد ولايتي “تمسكت إيران بالوقوف في ثبات إلى جانب سوريا قيادةً وشعباً ومواصلة دعمها الراسخ لها على كل الأصعدة، منوهاً بالإنجازات التي حققها الجيش السوري ومحور المقاومة في مواجهة الإرهاب، والتي أسست لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في كل المجالات”.
واستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس الأربعاء الوزير المقداد، مؤكداً على تعزيز العلاقات الإيرانية- السورية وعلى متابعة الاتفاقات الموقّعة بين البلدين والعمل الجاد لتنفيذ كامل بنودها.
وأضاف رئيسي: أن “سوريا التي اجتازت سنوات طويلة من الأزمة والحرب وهزيمة أعدائها، بلغت اليوم المكانة التي تتيح لها من خلال التركيز على التعاون الاقتصادي أن تحقق نقلة في علاقاتها الاستراتيجية مع إيران”.
وأشار رئيسي إلى أن الجهات نفسها التي تسببت بالأزمة السوريّة تحاول إثارة الفتنة ضد إيران، “وبعد فشلهم في دمشق لن يتمكنوا من النجاح في طهران”.
كما شدّد الرئيس الإيراني على مواصلة طريق التقدم في إيران، وإفشال جميع مخططات العدو، قائلاً: “حين رأى الأعداء أن الحرب وسنوات من التهديدات والإرهاب والحصار لم تمنع تقدم الشعب الإيراني، تآمروا لإحداث اضطرابات”.
يشير مراقبون إلى أن توقيت زيارة المقداد المفاجئة إلى طهران، تزامناً مع ختام أعمال القمة العربية الـ31 وصدور إعلان الجزائر من شأنها أن تكون لها دلالة خاصة، تجسيداً للعلاقات المتينة بين دمشق وطهران، في ظل عدم وجود توافق عربي بخصوص حضور سوريا في القمة التي عُقدت في الجزائر.
وسبق أن أكد الرئيس بشار الأسد أن القمة العربية تكتسب وزناً؛ بسبب عقدها في الجزائر فقط، في حين أعلن وزير الخارجية السوريّة فيصل المقداد أن سوريا على علاقة مباشرة مع معظم الدول العربية سراً وعلانيةً، ماعدا دولتين_ لم يسمّهمها_، معتبراً أن هذه الدول سيادتها مسلوبة منها، كان الله في عونها.
أثر برس