أثر برس

هذه حدودنا.. المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم بين أخطاء إدارية وتخبطات فنية

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

خرج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم التي ستقام هذا العام في قطر بعدما احتل المركز الخامس في مجموعته متقدماً على المنتخب اللبناني بفارق الأهداف.

وعود وكلام وتصريحات قبل بدء التصفيات عن أن منتخبنا سيمضي بعيداً في التصفيات وسيتأهل بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل في التصفيات الماضية، جمّلوا المنتخب وأوهموا الجمهور بأن مسألة التأهل هي مسألة وقت فقط وعاش الجمهور حلم جميل وهو يرى منتخبنا يحقق الفوز تلو الآخر في المرحلة الثانية “لم نلعب المرحلة الأولى وكان للمنتخبات المتأخرة في الترتيب الآسيوي”، وإن كانت هذه الانتصارات على فرق أقل من مستوانا إلا أن الجميع اعتبرها بمثابة مباريات استعدادية للقادم من المباريات المهمة وارتاح المنتخب من عبء التأهل لكأس آسيا بعدما تصدر مجموعته وبات الهم والاهتمام تصفيات كأس العالم ووضع الجميع قطر هدفاً نصب أعينهم.

تغييرات فنية:

لم تسرِ الأمور كما حلم الجميع بها وتمنوها وتم دق المسمار الأول في نعش المنتخب عندما تم تغيير الجهاز الفني له الذي كان يقوده المدرب فجر إبراهيم بعدما حقق الفوز في أول 5 مباريات في المرحلة الأولى وضمن بشكل كبير تأهله لكأس آسيا فقد كان يحتاج لنقطة واحدة من 3 مباريات وكانت حجة التغيير أن المنتخب يفوز ولكنه لا يقدم الأداء المقنع، وتم التعاقد مع المدرب التونسي نبيل المعلول الذي سيحدث نقلة كبيرة بالمنتخب نتيجة وأداء حسب رأي اتحاد الكرة الذي كان يقوده حاتم الغايب ولكن..؟

ورود وعراضة وريموت كونترول:

استُقبل المعلول وجهازه الفني في مطار دمشق استقبال الفاتحين بالورود والعراضة الشامية، لِمَ لا وهو المدرب الهمام المقدام الذي لا يُشق له غبار وتأمل الجمهور الخير خاصة وأن جيشاً من الإعلام تم تجنيده لإظهاره بأجمل صورة والويل والثبور لمن ينتقده، وزار المعلول الملاعب وتفقد المنشآت وجال مكاتب الاتحاد قبل أن يجري أي تمرين يرافقه جحافل الإعلام واتحاد الكرة وبقي عقده طي الكتمان وكل ما كان يتم التصريح عنه أنه سيقبض من الأموال المجمدة لمنتخبنا عند الاتحاد الدولي.

المعلول وبسبب ذريعة الكورونا كان تواجده في سوريا قليلاً، ولذلك قلما اجتمع لاعبو المنتخب مع بعضهم وعندما يجتمعون كان المعلول يقودهم بالريموت كونترول أو يرسل لهم التمارين عبر مقاطع فيديو فيقوم المدربون المتواجدون في سوريا بتطبيقها عليهم أو تعليمها لهم الأمر سيان وكان اجتماعهم بزملائهم المغتربين الذين يلعبون في دوريات الصف الثاني والثالث الأوروبي وبعض الدوريات العربية وخلال المعسكرات الخارجية فقط.

بعد هذا كان لا بد من أن يكون الفشل حليف المعلول الذي دق المسمار الثاني في نعش الاتحاد وكان أحد أسباب حل الاتحاد أو استقالته كما كان المسمار الثاني في نعش المنتخب لأن الآمال بقيت قائمة بعد رحيله.

المدرب محروس بتاع الاتحاد:

ظن اتحاد الكرة أنه بالتعاقد مع المدرب نزار محروس “سيشيل الزير من البير” ولكن هيهات له ذلك فالأساسات المتصدعة لا يقوم عليها بناء متين ولم يكن المحروس أفضل من سلفه المعلول فبقي الوضع على ما هو عليه وتضاءلت الآمال وبدأت الأحلام بالتلاشي ولم ينفع تاريخ المحروس كلاعب ولا اسمه في التدريب ولا الدعم الذي تلقاه من أصدقائه بالاتحاد في حراسة المنتخب من الخيبات، فتلقيناها توالياً ودق المحروس المسمار الثاني والأخير في نعش الاتحاد، فتم حله أو استقالته وكان ثالث المسامير في نعش المنتخب وتم تشكيل لجنة لتسيير أمور الاتحاد والكرة السورية لعل وعسى تنقذ ما يمكن إنقاذه، ولكن الأمر زاد الطين بلة وهو ما أثبتته الوقائع لاحقاً و”كأنك يا أبا زيد ما غزيت”.

تيتا متل ما رحتي متل ما “اجيتا”

بطريقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وأصحاب الشأن والمعالي، وجد الجمهور السوري المدرب الروماني فاليريو تيتا مدرباً للمنتخب وهو من درب الأهلي الحلبي سابقاً وتحول التشاؤم إلى “تشاؤل” عند الجمهور فالرجل لا يجيد اللغة العربية وبالتالي لن ينصت إلى أصوات المتنفذين كما ظن الجمهور، وشارك مع المنتخب بكأس العرب فحقق مفاجأة بالفوز على تونس وفاجأتنا موريتانيا بالفوز علينا فعدنا خائبين كروياً “مبحبحين” مادياً من مكافأة المشاركة واستبشرنا خيراً، ولكنه للأسف كان استمرار لمن سبقه فأقيل وسافر إلى بلاده في ليلة لا ضوء قمر فيها ودق المسار الأخير في نعش المنتخب الذي انتهت آماله وتأكد خروجه من التصفيات.

الدهن بالمعتوق:

ولأن ما بقي من مباريات مع لبنان والعراق كان تحصيل حاصل وإن حصل الفوز على لبنان فهو لرد الاعتبار ولإعادة التاريخ إلى وضعه الحقيقي، لأننا نادراً ما كنا نخسر مع لبنان ولتسجيل فوز رسمي على العراق يضاف إلى فوز رسمي وحيد سبقه، فحقق غسان المعتوق المدرب الخامس بمنتخب الصف الثاني الذي كان أغلب لاعبيه لا يشاركون مع المدربين السابقين إلا نادراً المطلوب مع لبنان ونصف المطلوب مع العراق بفوز وتعادل على التوالي تخلينا فيهما عن المركز الأخير الذي لازمنا طيلة التصفيات في المرحلة الثالثة.

كالعادة.. هذه حدودنا:

خرجنا كما جرت العادة في كل أو معظم البطولات التي نشارك بها من الدور الأول ولم نبصم ولم نترك أثراً جميلاً يدل على أننا كنا أو مررنا من هنا ورددنا جميعاً هذه حدودنا وقدر الله وما شاء فعل، والمهم أننا شاركنا وسنعمل وسنقوم ووووو من السينات والوعود التي نسمعها بعد كل خروج، ولكن للأسف لم نسمع أحد يقول سنحاسب المقصرين وتم طي ملف تصفيات كأس العالم، وسيكون هناك خطط ومقررات ومدربين ومدراء منتخبات للمشاركة في كأس آسيا والتي من الواضح أنها لن تكون إلا كسابقاتها مشاركة وخروج من الدور الأول ولا أثر جميل سنتركه إلا إذا..وهذه الإ إذا نتمناها والجمهور فهل ستتحقق ونرى منتخبنا يسعدنا أم أن الأشواك ستبقى تدمي كرتنا.

بقي أن نذكر أن منتخبنا لعب مبارياته خارج أرضه بسبب الحظر على ملاعبنا واستضافت الإمارات أغلب المباريات ومن ثم الأردن ولعبنا مباراة واحدة في قطر مع المنتخب العراقي وكانت محسوبة لأرض العراقيين.

للأرشيف والذكرى:

لعب منتخبنا في التصفيات خلال المرحلتين الثانية والثالثة 18 مباراة فاز ب 8 مباريات وتعادل ب 3 وخسر 7 مباريات وسجل 31 هدفاً ومني مرماه ب 23 هدف.

سجّل أهداف المنتخب عمر السوما 9 أهداف، ومحمود المواس 6، ومارديك مردكيان 3، وهدفين لعمر خريبين وإياز عثمان وعلاء الدالي، وهدف واحد لكل من فراس الخطيب وخالد مبيض وأسامة أومري وورد السلامة ومحمد مرمور ومحمود البحر، وسجل مدافع صيني هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه.

وجاءت النتائج على الشكل التالي:
نتائج المرحلة الأولى:
سوريا – غوام 4-0 و3-0
سوريا – الفلبين 5-2 و1-0
سوريا المالديف 2-1 و4-0
سوريا – الصين 2-1 و1-3

نتائج المرحلة الثانية:
سوريا – إيران 1-0 و3-0
سوريا – الإمارات 1-1 و0-2
سوريا – كوريا الجنوبية 1-2 و0-2
سوريا – لبنان 2-3 و3-0
العراق – سوريا 1-1 و1-1

محسن عمران

اقرأ أيضاً