خاص || أثر سبورت
خيّب المنتخب السوري بكرة السلة الآمال المعقودة عليه في تحقيق نتيجة لائقة على الأقل في المنافسة بكأس آسيا التي تقام في إندونيسيا حالياً، بعد سلسلة من الهزائم الكبيرة تخللها فوز ليته لم يتحقق لأن الخسارة بعده أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن جسد هذه اللعبة، وظهرت عورتها للقاصي والداني إلا عن أصحاب الحلول الذين أشاحوا بوجههم عنها وكأن الفضيحة لا تعنيهم.
أخطاء إدارية بالجملة والفاعل ابن حلال
أخطاء إدارية وقعت بالجملة قبل سفر المنتخب إلى إندونيسيا للمشاركة بالبطولة، مرت حتى اليوم بسلام وكأن الفاعل ابن حلال يجب مكافأته على فعلته، ولكن بالتأكيد هذه الأخطاء ليست السبب بالفضيحة التي حدثت لأن الجسد مترهل بالأساس وقد سكنت به الأمراض وانتشرت، ولم ينفع معه كل أنواع العلاج بما فيها العربي الذي أرسله المكتب التنفيذي، وأقصد به اتحاد السلة، الذي جاء بهدف الإصلاح فزاد الطين بلة وساءت الأمور أكثر، ولا خيار الآن أمامنا إلا البتر وإعادة ترتيب الأمور من الصفر لأن العلاج يبدأ من داخل البيت وليس من منصات الإعلام وضجيجها.
فبعد التأخر بالحجوزات للسفر والمشاركة بالبطولة بخطأ إداري كدنا أن ندفع ثمنه الانسحاب من البطولة وتم السفر على ثلاث دفعات وما سببه ذلك من إحراج وإرهاق، وصل الأمر إلى تغييرات فنية وإدارية قبل السفر بدون الإعلان عنها وتفاجأ الجمهور السوري بها، فسافر المنتخب بدون المدرب جورج شكر أي أن المدرب الوطني غاب عن البعثة، كما تم إبعاد اللاعبين شريف العش وديفيد هرمز، فيما أعلن اللاعب كمال جنبلاط على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي أنه لن يشارك مع المنتخب بسبب الإصابة التي ألمت به، طبعاً وكل ذلك جاء بدون أي بلاغات رسمية من اتحاد اللعبة.
بالتأكيد لم تنته الأمور عند هذا الحد، استمرت الأخطاء الإدارية وكان آخرها عدم سفر اللاعب أمير هينتون المجنس الأمريكي في صفوف منتخبنا للعب في مباراة إيران، والحجة كانت تأخره عن الالتحاق بالطائرة المتجهة من الولايات المتحدة إلى إندونيسيا وحمّل الاتحاد اللاعب مسؤولية ذلك ولكنه لم يفصح عن سبب عدم حضوره المباريات التالية، أما مصادر أثر سبورت قالت إن خلافاً وقع بين المدرب الإسباني للمنتخب واللاعب الأمريكي وسافر اللاعب بعد تصفيات كأس العالم وخروجنا منها بخفي حنين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأنه لا يفصل بين تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا سوى أسبوع واحد، وهذا ما يرجح الفرضية الثانية وهي خلاف المدرب مع اللاعب وننتظر (تحقيقاً)، إن تم فتحه، بخصوص ذلك لمعرفة من يتحمل المسؤولية.
خسائر بدرجة فضيحة
لعب المنتخب 4 مباريات في إندونيسيا ضمن نهائيات كأس العالم خسر 3 منها بفارق كبير وصل إلى درجة الفضيحة، فخسر في الدور الأول أمام إيران بفارق 13 نقطة 80-67 وأمام اليابان بفارق قد يكون هو الأكبر بتاريخ خسارات السلة السورية بفارق 61 نقطة 117-56، ثم الفوز على كازاخستان بفارق 10 نقاط 77-67 ربما لم يكن يتمناه أحد لأنه نقلنا إلى الدور الثاني، لتستمر الفضائح فيه بخسارة أمام منتخب نيوزيلندا الذي شارك بفريقه الثاني وبفارق لا يقل قسوة من الفارق أمام اليابان فخسر 97 – 58 أي بفارق 39 نقطة كاملة، دفعتنا جميعاً للتساؤل إلى متى ستستمر هذه الفضائح والخسارات بالمفرق والجملة، وكأن اتحاد السلة يغرد خارج سرب المنظمة بدون حساب عما يحصل منه من أخطاء إدارية وفنية، بالإضافة للأعباء المالية التي يتكبدها من المعسكرات والمشاركات بلا طائل، والتي اتضح أنها سياحية أكثر مما هي رياضية.
الداء والدواء
الداء أصبح معروف للقاصي والداني والمرض الذي أصاب السلة السورية لم يعد بخافٍ على أحد منذ الاتحادات السابقة إلى هذا الاتحاد، الذي وجدناه فجأة في سدة قيادة السلة، وقد قيل الكثير عنه وعن الطريقة التي تم إيجاده بها وكيف أن ضغط الإعلام أطاح بالاتحاد السابق وجاء بهذا الاتحاد الذي لم يكن سوى فقاعة إعلامية كشفت المستور.
طالما عرفنا الداء بأن الاتحاد ليس على قدر المسؤولية والدليل الخسائر والمشاكل الإدارية التي حدثت، وإن دلت على شيء فإنما تدل إما على قلة خبرة القائمين عليه أو على استهتارهم وعدم مبالاتهم لأنهم مقتنعون بأنه لا يوجد من يحاسبهم.
وبما أن الدواء عند المكتب التنفيذي هو الحل والإعفاء وهو تبنى مشروع البتر من الجذور لأي مرفق أو جزء من المنظمة لا يحقق المطلوب منه فنياً وإدارياً وأخلاقياً، وهو أعفى اتحادات ولجان تنفيذية وإدارات أندية لهذه الأسباب، فالمطلوب منه الآن وحتى يقنع الجمهور الرياضي في سوريا أنه لا يتعامل بمبدأ الخيار والفقوس وأن يستمر بنفس المنوال ويبحث عن الأفضل لإدارة السلة السورية في المرحلة القادمة، بعدما أنهكها المرض والتعب فهل يفعل ويكون الكي آخر العلاج، أو يسكت عما حدث ونذهب مع الجمهور إلى أن المحسوبيات هي من تحكم رياضتنا.
محسن عمران