خاص|| أثر برس يصر أهالي الحسكة رغم المعاناة والوضع الاقتصادي السيئ على الالتزام الكامل بطقوس شهر رمضان المبارك ولو بالحد الأدنى خصوصاً المترافقة مع وجبتي الإفطار والسحور.
الإفطار في أغلب مدن محافظة الحسكة، وفق الباحث أحمد الحسين لـ”أثر” غالباً ما يكون المنسف الذي يتضمن الأرز أو البرغل أو الفريكة المجلل بلحم الفروج أو الأغنام حاضراً، لكن اليوم بات يقتصر المنسف على الولائم الخاصة بميسوري الحال بأحسن الحالات نظراً لارتفاع تكاليف إعداده.
ويتابع الحسين، يختلف المنسف بين منطقة وأخرى في المحافظة، البعض يقدمه مجلل بالأرز ولحم الأغنام أو الفروج، وآخرون يقدمونه مع المرق وخبز الصاج، وكل منسف له تسميته الخاصة، فالمناطق الجنوبية من المحافظة عادةً ما يحبذون النوع الثاني من المناسف، وفي الشمال يكلل بالأرز واللحوم، وفي المدن بات يطلب جاهزاً من المحال المتخصصة بإعداد المناسف.
أما قائمة محتويات وجبة السحور تختلف بين مدن المحافظة ومناطقها، من مدينة إلى مدينة، في القامشلي على سبيل المثال لا يخلو السحور من وجبة الكيمر “قشطة الجاموس” رغم ارتفاع سعرها ليصل إلى 180 ألف ليرة للكيلو الواحد ما أجبر الغالبية على استبدال العسل الذي يلازم القشطة بنوع واحد من المربيات وهذا دارج في كافة مناطق شمال المحافظة.
وفي منطقة الحسكة وريفها الجنوبي يحبذ الغالبية تحضير التمر وتحميصه بالسمن العربي أو تحضيره مع البيض، ورغم الوضع المعيشي السيئ يبقى التمر حاضراً في وجبات السحور في مناطق الحسكة، فيما تحبذ بعض العائلات الوجبات الخفيفة.
ويبين الباحث “الحسين” في حديثه لـ”أثر برس” أن وجبة الإفطار في المدن كانت تتصف بالتنوع وفي الأرياف تتصف بالبساطة، كثريد اللحم أو الطيور أو منقوع التمر أو منقوع قمر الدين، واليوم الواقع بات واحداً بين المدينة والريف، والتنوع تراجع بشكل كبير جراء الوضع الاقتصادي وتم اختصار الكثير من الأصناف.
ويضيف الحسين: إن الواقع الحالي وتراجع الحالة المعيشية أثرا بشكل واضح على بعض العادات الموروثة وتم اختصار بعضها، فسابقاً كان هناك “السكبة” في المدينة أو ما يعرف بالطعمة في الأرياف وهي عبارة عن تبادل الأطعمة بين الأهالي ما يزيد تنوع وجبة الإفطار واليوم باتت هذه العادة الحميدة شبه معدومة رغم أنها كانت أحد أهم صور التكافل والتضامن بين الناس.
ويقول باسل حسين من أهالي مدينة الحسكة “المواد غالية جداً وارتفعت أسعارها بشكل كبير مع بداية رمضان واليوم أقل إفطار لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص يكلف بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، والغالبية تلجأ حالياً إلى الاكتفاء بطبق واحد ونوع واحد من السلطات”.
ورغم الغلاء والوضع الاقتصادي الصعب يلاحظ وجود تمسك وإصرار على العادات الرمضانية لأبناء محافظة الحسكة، فقبل الإفطار بساعة يتنقل الأهالي بين بائعي الحلويات والمشروبات الرمضانية، وتجد ازدحاماً على المعروك والقطايف والمشبك وشراب العرقسوس والتمر هندي والتوت الشامي.
يقول الشاب صالح من أهالي مدينة الحسكة ” الموضوع غير إرادي، تجد نفسك تتجه قبل ساعات إلى السوق، لسببين الأول إضاعة وتقليص المدة الزمنية لوقت الإفطار، والسبب الآخر هو شراء مكملات الإفطار ومستلزماته من معروك أو مشبك أو قطائف ومشروبات أخرى، وكأن اليوم الرمضاني لا يكتمل إلا بهذه الأشياء، فالمسير قبل الإفطار، وتبادل الأحاديث لإضاعة مزيد من الوقت عادة لابد منه قبل الإفطار.
جوان الحزام – الحسكة