أعلنت وزارة الخارجية التركية عقد محادثات حول الوضع في سوريا، بين نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، ونظيره الروسي، سيرغي فيرشينين، اليوم السبت.
وقال بيان الخارجية التركية: “تمت الإشارة أثناء المحادثات إلى أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي والوحدة السياسية لسوريا، بالإضافة إلى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة في هذه الدولة على أساس خريطة الطريق الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأكدنا حزمنا في مكافحة منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية التي تشكل تهديداً وجودياً ليس فقط لوحدة الأراضي السورية، بل وعلى أمننا القومي، وفي هذا السياق أعربنا عن أملنا بتنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع روسيا في أكتوبر عام 2019”.
وفي سياق متصل، وصف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار العملية التي أطلقتها القوات التركية شمالي سوريا في 20 تشرين الثاني تحت عنوان “المخلب- السيف” بأنها “الأكبر” خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه تم خلالها تدمير قواعد عسكرية لـ”الوحدات الكردية” دون أن يتطرق إلى الأضرار التي ألحقتها الضربات التركية بالبنى التحتية لا سيما المنشآت النفطية.
وفي السياق ذاته، نقل موقع “عربي 21” عن الخبير الأمني التركي مته سوهتا أوغلو، أن أنقرة طلبت من الولايات المتحدة وروسيا الضغط على “الوحدات الكردية” لسحب قواتها من “تل رفعت، ومنبج، وعين العرب” في غضون أسبوعين، موضحاً أن المهلة التركية تنتهي في 20 أو 21 كانون الأول الجاري، وربما تبدأ العملية العسكرية التركية بعدها إن لم تنفذ المطالب التركية، مؤكداً أن موسكو “ستقبل بتوسيع هجمات الطائرات المسيّرة التركية في مواجهة قادة الوحدات الكردية بدلاً من العمليات العسكرية، وتدعم إجراء مفاوضات بين أنقرة ودمشق وفق اتفاقية أضنة لعام 1998”.
يشار إلى أن زيارة الوفد الروسي إلى إسطنبول، تتزامن مع تصريحات تركية تشير إلى ميل أنقرة باتجاه روسيا في الملف السوري، خصوصاً بعد إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على دعم “الوحدات الكردية” حيث أكد سابقاً الباحث في العلاقات الدولية لتركيا والمقرّب من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في أنقرة، الدكتور مهند حافظ أوغلو، خلال حديث لـ”أثر” أن “الدول الأوروبية والغربية عموماً وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تعطي لتركيا لا الأمان ولا الثقة رغم أنها تركيا تؤكد أنها في الغرب ولا ترى نفسها إلا في الغرب ولا تريد أن تذهب شرقاً ولكن السياسة الخارجية للولايات المتحدة بشكل أساسي ولبعض العواصم الغربية يجعل من تركيا أن تنظر في مآلات وخيارات وتحالفات أخرى وهذا أمر مشروع لأنه لا يمكن البقاء مع جهة لا تعطي لتركيا أمان وثقة كما تفعل الكثير”، وكذلك القيادي التركي أورهان ميري أوغلو، قال سابقاً: “إن أنقرة تظن أن روسيا ستكون أكثر تفهماً من الولايات المتحدة بشأن حساسيات تركيا في شمالي سوريا”.