بين مبرر وآخر لارتفاع الأسعار، تتدافع المكونات للخروج من قائمة الغذاء المتاحة أمام المواطن السوري، فرغم حالة اللامبالاة المكتسبة تجاه غليان الأسعار، إلاّ أن الحديث عما وصلت إليه تكاليف المعيشة لا يزال محوراً أساسياً في حياة الناس وحساباتها.
ويعتبر السمك من المواد الغذائية الهامة والغنية بالعديد من العناصر الضرورية لصحة الجسم، حيث ينصح بتناول السمك مرة أسبوعياً على الأقل للحفاظ على الصحة العامة، والحصول على فوائده العديدة، التي يصعب الحصول عليها من مصدر بديل واحد.
وقد يبدو التفكير بتناول وجبة من السمك في مثل هذا الوقت الاقتصادي الصعب، ضرباً من الخيال، بالنسبة للعائلات محدودة الدخل، حيث إنّ ارتفاع أسعار السمك أخرجها نهائياً من قائمة المواد الغذائية للكثيرين، ممن استعاض بعضهم بالأسماك المعلبة للحصول على جزء من فوائد السمك الغذائية، علماً أن سعر عبوة السمك المعلب من نوع التونا يبلغ 500 ليرة وسطياً، فيما تباع عبوة سمك السردين بسعر 250 ليرة وسطياً، وهذه العبوات صغيرة الحجم ولا تعتبر وجبة مشبعة للشخص البالغ.
الكيلو بحوالي 5 آلاف.. والوجبة تتجاوز الـ11 ألف ليرة!
ويباع كيلو سمك “الأجاج” الطازج في أسواق طرطوس بسعر يبدأ من 4700 ليرة، ويصل في المطاعم الى 7 آلاف ليرة، في حين يصل سعر كيلو سمك “الفريدي” إلى 11 ألف ليرة سورية و”اللقز” إلى 14 ألف ليرة سورية.
وفي حال رغبت عائلة مكونة من 5 أشخاص بتناول وجبة من السمك نوع الأجاج على سبيل المثال بسعر 4700 ليرة/ كيلو، وبافتراض العائلة تحتاج إلى 2.5 كيلو من السمك، هذا يعني أنّ تكلفة السمك وحده دون طبق السلطة، أو البطاطا المقلية تصل إلى 11750 ليرة سورية، أي: أكثر من ثلث الراتب الشهري للموظف المقدر بـ30 ألف ليرة.
ويعتبر سعر السمك في العام الحالي مرتفعاً بشكل ملحوظ عن سعره العام الماضي، حيث كان كيلو الفريدي يباع بـ6 آلاف ليرة، في حين كان في العام 2015 يباع بسعر بين 3500-5 آلاف ليرة.
هذا وتجري عملية تحديد سعر السمك عبر مزاد علني، يقيمه تجار السمك، حيث لا دور للتجارة الداخلية في تحديد السعر، فيما تتأثر الأسعار بعدة عوامل أهمها كمية المعروض، وحال الطقس، وتكاليف ومستلزمات الصيد.
غلاء الدجاج يعلن نهاية اللحوم!
وتدخل مصلحة التجار في تحقيق أعلى قدر من الأرباح في تحديد سعر السمك، وخاصة عند بيعه في المناطق الداخلية، بعيداً عن الساحل، مثلما يتحكمون في تحديد سعر أنواع أخرى من المواد كالفروج، الذي وجد الارتفاع سبيلاً إليه، وبات قاب قوسين من الخروج من قائمة غذاء السوريين، ليعلن بذلك خروج كافة أنواع اللحوم كافةً من تلك القائمة.
فبعد أن استبعد الكثيرون اللحوم، الحمراء بسبب ارتفاع سعرها عن موائدهم، كان الخوف من لحاق الدجاج بقائمة المكونات التي باتت كمالية، هاجساً يلاحق شبحه المواطن السوري، إلى أن جاءت موجة الحر الأخيرة، لتفتتح طريق الصعود أمام أسعار الفروج، إذ تحول الكثير من السوريين إلى لحم الدجاج كمصدرهم الوحيد من البروتين الحيواني، لكن شدة الحرارة ونفوق أعداد كبيرة من الفراخ ساهم في رفع سعر المادة لتعويض الضرر الذي أصاب المربين.
ولامس سعر الدجاج بمستوياته الأخيرة، تلك التي كان قد بلغها قبيل عيد الفطر، حيث وصل سعر كيلو الشرحات إلى 2500 ليرة قبل أيام، وانخفض لحدود 2300-2200 ليرة، وكيلو الفروج الحي يباع بحوالي 900 ليرة سورية.
يشار إلى أن ارتفاع سعر الفروج الأخير جاء مختلفاً عن الارتفاعات السابقة، من ناحية عدم ترافقه بارتفاع سعر البيض، فقد سجل سعر صحن البيض انخفاضاً ملحوظاً وصل معه إلى 850 ليرة سورية.
المصدر: سيرياستيبس | بتصرف