أثر برس

“المونيتور”: كيف ستستفيد روسيا من تجربتها في سوريا بحربها المتوقعة في أوكرانيا؟

by Athr Press M

نُقلت 6 سفن إنزال روسية من أسطول البلطيق والشمال من قاعدة طرطوس البحرية في سوريا إلى البحر الأسود في 8 شباط للمشاركة في مناورات عسكرية للجيش والبحرية الروسية.

المقال نشره موقع “مونيتور” للكاتب “كيريل سيمينوف” وترجمه موقع “أثر برس“.

أظهر المرور عبر طرطوس مرة أخرى أهمية تواجد موسكو على البحر المتوسط، لا تعتبر طرطوس موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط فحسب، بل عنصراً من عناصر البنية التحتية العسكرية لمواجهة روسيا العالمية مع أمريكا والناتو. الأمر نفسه ينطبق على قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا التي توسعت قدراتها مؤخراً.

الحملة العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت عام 2015، أكسبت موسكو خبراتٍ من نواحٍ عديدة على المستوى العسكري والتقني للمواجهة الحالية بين روسيا والولايات المتحدة والناتو، فضلاً عن التصعيد الروسي الأوكراني.

كشف الصراع الروسي الجورجي عام 2008 عن مشاكل كبيرة في الجيش الروسي، متعلقة بتقادم المعدات العسكرية والوسائل المساعدة مثل الاتصالات، ودعا ذلك إلى التساؤل عما إذا كانت القوات المسلحة الروسية قادرة على هزيمة عدو مجهز بأسلحة حديثة مثل جيوش دول الناتو.

شكلت الحملة العسكرية الروسية في سوريا إعداداً مهماً للقوات المسلحة الروسية لمواجهة أعداء أقوى من الجيش الجورجي الصغير أو المقاتلين الانفصاليين الشيشان. ولم يكن مؤكداً ما إذا كانت إعادة تسليح الجيش الروسي التي بدأت بعد 2010 تفي بالمتطلبات الحديثة، وأصبحت الحملة السورية موقعاً للاختبار والتجربة لهذه الأسلحة في ظروف قتال حقيقي.

بينما بدأت روسيا الحملة السورية بالاعتماد على قاذفات الخطوط الأمامية القديمة من طراز Su-24 والتي أثبتت جدواها، قامت فيما بعد بتحويل قوتها الضاربة الرئيسية في سوريا إلى الاعتماد على طائرات Su-34s الجديدة، والتي أظهرت فعالية قتالية عالية في حالة نشوب صراع افتراضي في أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، أتاح النشاط الروسي في سوريا الفرصة لاختبار صواريخ كروز الروسية من عيار يتراوح مداها بين 1500 و2000 كيلومتر وتنطلق من السفن الحربية والطائرات، إذا لزم الأمر، يمكن تجهيز هذه الصواريخ برأس حربي نووي.

عندما بدأت موسكو باستخدام هذه الصواريخ لأول مرة في سوريا ظهرت بعض المشاكل، ولكن تم تلافيها في نهاية المطاف، والآن يتم التعرف على العيار كسلاح قتالي فعال للغاية يمكن استخدامه من السفن ذات الحمولة الصغيرة.

وتظل العلاقة بين الحملة الروسية في سوريا والتصعيد الحالي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي قيد نقاش طويل ومفتوح، ومع ذلك، من الواضح أن العملية العسكرية الروسية في سوريا منحت موسكو الثقة لتحدي الغرب.

بالإضافة إلى البعد العسكري التقني للحملة الروسية في سوريا، فإن تجربة موسكو مع دول أعضاء في الناتو مثل تركيا تلعب أيضاً دوراً في المواجهة.

أصبحت لعبة الرهانات المستمرة جزءاً من العلاقة بين موسكو وأنقرة بشأن سوريا، تم اختبار استراتيجية مماثلة في عام 2015 عندما أسقطت مقاتلة تركية من طراز F-16 قاذفة روسية من طراز Su-24 على خط المواجهة، مما أدى إلى انهيار العلاقات الروسية التركية وعرض البلدين لخطر الاشتباك العسكري في سوريا.

في أوائل عام 2020، اقتربت تركيا وروسيا مرة أخرى من صراع عسكري مفتوح في إدلب بعد أن نفذت الطائرات الحربية على الأرجح روسية ضربات ضد الجيش التركي.

ومع ذلك، كان الطرفان لا يزالان قادرين على تقديم تنازلات، على الرغم من حقيقة أنهما قدما في البداية مطالباً غير مقبولة لبعضهما البعض. ربما تكون هذه التجربة قد أعطت القيادة الروسية الثقة في أن الكرملين سيكون قادراً على الخروج من أي تصعيد وإيجاد حل مقبول للطرفين مع الغرب.

بلا شك، منحت العملية العسكرية في سوريا موسكو الثقة في التفاعل والانخراط في مناطق أخرى أيضاً سواء من حيث السلوك في أوكرانيا أو تجاه الناتو، وبفضل السياسة الروسية في الشرق الأوسط تعلم الكرملين اللعب بمعدلات أعلى الخداع وتوضيح موقفه وإصدار الإنذارات.

أثر برس

اقرأ أيضاً