نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً حول تمدد حركة “طالبان” في أفغانستان طارحاً احتمالاً لم يسبق أن تم تداوله على وسائل الإعلام حول تأثير هذا الانتشار على “الجماعات الجهادية” في سوريا، تحت عنوان “هل الجهاديون السوريون مستعدون لنقل القتال إلى أفغانستان؟”.
وأفاد الموقع الأمريكي بأن الرئيس جو بايدن، ينوي الانتقام بعد هجوم 26 آب على مطار كابول الذي أسفر عن مقتل 13 من أفراد القوات المسلحة الأمريكية وأكثر من 90 مدنياً أفغانياً، لافتاً إلى أنه “من المرجح أن يكون هناك المزيد من العنف” ونقل عن الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية وقائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث فرانك ماكنزي، بعد الهجوم قوله: “إننا نتوقع استمرار تلك الهجمات”.
وفي هذا السياق طرح الموقع فرضية تُفيد باحتمال انتقال مسلحين تابعين للمجموعات الجهادية المنتشرة في سوريا إلى أفغانستان، مستنداً إلى ترحيب هذه المجموعات بسيطرة “طالبان” شبه الكاملة على البلاد، حيث جاء في الموقع: “ليس من المستغرب أن الجهاديين والمقاتلين الأجانب، وخاصة أولئك الذين لديهم خبرة في الصراع السوري، قد يشقون طريقهم قريباً إلى أفغانستان”.
وبحسب الموقع فإن “المجموعات التي قد تنتقل من سوريا إلى أفغانستان، ممكن أن تشمل هذه “كتيبة التوحيد” والتي تتكون من مقاتلين من جمهوريات آسيا الوسطى، وعلى رأسها أوزبكستان، وطاجيكستان، وكثير منهم جاءوا من روسيا حيث كانوا يبحثون عن عمل”.
فيما أشار الموقع الأمريكي إلى أن عملية نقل المسلحين ستكون من مهمة تركيا، لافتاً إلى أن هذه العملية تعتمد على استعداد تركيا لتوفير ممر لنقل المسلحين الأجانب من سوريا إلى أفغانستان، مبيناً أنه “بالنظر إلى المستوى الحالي للعلاقات بين أنقرة وموسكو من جهة وجمهوريات آسيا الوسطى من جهة أخرى، فمن غير المحتمل أن تقدم تركيا المساعدة لهذه الجماعات”.
وأضاف، أن مهمة حماية مطار “كابول” هي مسؤولية تركيا، مؤكداً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرس عرضاً من “طالبان” للمساعدة في تشغيل المطار، لكنه ليس في عجلة من أمره لاتخاذ قرار، مشيراً إلى أن هذا العرض جاء بعد ثلاث ساعات ونصف من الاجتماعات بين الدبلوماسيين الأتراك ومسؤولي “طالبان” في كابول.
ونقل “المونيتور” عن مسؤولين أمنيين تركيين قولهما: “إن أنقرة لن تساعد في إدارة المطار ما لم تسمح طالبان لها بالحفاظ على وجود أمني” كما قال أحد المسؤولين: “إن الخطط الأمنية لطالبان، بما في ذلك أبراج المراقبة المحيطة بالمطار ليست كافية لحماية الأفراد الأتراك الذين يقدمون الدعم اللوجستي “.
ويشير مراقبون إلى أن المشهد في أفغانستان لا يزال غامضاً ولا يمكن في هذه المرحلة تقديم توقعات حول السيناريو الذي ستتجه إليه البلاد، وسط تحولات متعددة في مشهدها السياسي، ومواقف جيرانها مما يجري.