أثر برس

المياه تجري من تحت ترامب.. لا بل من وراء خطابه!

by Athr Press N
كان ومازال خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي نص على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، العنوان الرئيسي لكافة وسائل الإعلام منذ إقراره حتى اليوم، إلا أن أمور ثلاثة كان لها الأولوية في محرك البحث “غوغل”.
المشهد الأول هو وجود شجرة عيد الميلاد في الغرفة التي أعلن منها ترامب قراره، والثاني هو الطريقة التي اتبعها في قراءة إعلانه كلمة كلمة من النص المكتوب بعناية (علما أن ترامب معروف بحبه للخطابة الارتجالية)، والثالث هو وقوف نائبه مايك بينس خلف كتفه الأيمن.
يعتبر بينس، وهو المسيحي الإنجيلي، مؤيداً كبيراً للكيان ودون حدود أو تردد، كما أنه يؤمن، ودون خجل، بالرواية الدينية المتعلقة بإعادة ولادة “الدولة اليهودية”، وإن على أولئك الذين يقولون إن قرار ترامب يعزل الولايات المتحدة عن كونها وسيطا نزيها في عملية السلام في الشرق الأوسط، أن يتذكروا ما قاله بينس في القدس عام 2014.
فقد جاء على لسان بينس-وكان آنذاك حاكما لولاية إنديانا، ومن ثم أصبح مرشحاً رئاسياً محتملاً عام 2016- في إحدى الفعاليات التي أقامها الجمهوريون في مدينة القدس: “إن طموح أمريكا ليس أن تكون “وسيطاً نزيهاً” في الشرق الأوسط، بل أن تتواصل مع العالم باستمرار لتخبره أن أمريكا إلى جانب إسرائيل”.
بينس، جزء أساسي من تحالف رجال الأعمال الصهاينة الأميركيين مع الصهيونية المسيحية، وهو يستند لتبريرات دينية في دعم “إسرائيل” ويتعهد علناً بمحاربة أي منظمة دولية تعترف بالفلسطينيين، وهو كذلك يعلن موقفاً واضحاً يتمثل في عدم احترامه العرب، بما في ذلك دول الخليج النفطية، ويعتبر النفط العربي خطراً وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإنّ الجمهوريين وبينس، يعتقدون أنّه قد يتولى الرئاسة، قريباً إذ جرى إبعاد ترامب لأسباب قانونية، أو في انتخابات 2020.
بينس هو اليد الخفية وراء قرار ترامب، إذ يبدو أنه يجهز الأرضية لتوليه الرئاسة يوماً ما، وكان ترامب هو خطوته الأولى من خلال قرار القدس الأخير، ليحقق حلم أمريكا بأن تكون دائماً إلى جانب “إسرائيل”.

اقرأ أيضاً