أثر برس

الميدان السوري يقلب الكثير من الموازين في الشرق الأوسط

by Athr Press Z

معركة إدلب وحلب والاقتراب من استعادة السيطرة بشكل كامل وتأمين الطريق الدولي دمشق-حلب، بات ملفاً كبيراً من الصعب التعامل معه والسيطرة عليه من قبل أعداء الدولة السورية المتمثلين بأمريكا وتركيا، ومن الواضح أن هذا الملف تسبب بانقلاب الكثير من الموازين في الميدان السوري وربما في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى أنه بدأ يتسبب بتغييرات في العلاقات القائمة بين بعض الدول.

والصحف العربية انشغلت بمناقشة هذه العملية وأكثر الأطراف المتضررة بها:

فجاء في “الرأي” الكويتية:

“تعلم تركيا أن دورها سينتهي عاجلاً أم آجلاً في سورية، وأن تحرير مدينة إدلب ليس على أجندة العملية الحالية ولكنها مسألة وقت فقط .. أصبحت الأولوية لإخراج تركيا من سورية قبل أمريكا، لترك القوات الأمريكية إلى المرحلة المقبلة، وتعلم أنقرة إن إخراجها وحلفاءها من إدلب يعني أن عفرين ستكون على اللائحة المقبلة للتحرير، وتالياً فهي تحاول الحصول على مكتسبات لضمان نفوذها في المنطقة، لذلك أجرت أربعة لقاءات على أعلى المستويات الأمنية بين السوريين والأتراك لبدء الحديث عن اتفاق أضنة جديد”.

ونشرت صحيفة “الخليج” في صفحاتها:

“القوات التركية الضخمة التي دخلت إلى ريفي إدلب وحلب وجدت نفسها غير قادرة على تحديد أهداف بعينها للتعامل معها جراء سرعة تحرك الجيش السوري وقدرته على فرض الأمر الواقع، وبالتالي لم يعد أمام أنقرة سوى إطلاق التهديدات بالرد، ومطالبة الجيش السوري بالانسحاب من أرضه.. بينما اتفاق وقف إطلاق النار يُخرق كل دقيقة وكل ثانية من جانب الفصائل الإرهابية، فهل تنتظر أنقرة من الجيش السوري أن يقف مكتوفاً أمام قذائف الإرهابيين؟. والسؤال الأهم هو، هل بقي أصلاً شيء من اتفاق خفض التصعيد أو اتفاقات أستانة وسوتشي؟ وهل كانت هذه الاتفاقات تسمح بإدخال نصف الجيش التركي إلى سورية بذريعة حماية نقاط المراقبة؟ وماذا تفعل هذه النقاط التي لم يتبقَّ لها ما تراقبه؟ لم يتبقَّ لها سوى انفضاح حقيقة الدور العدواني والتوسعي الذي تحاول أن تلعبه أنقرة في احتلال أجزاء من الأراضي السورية”.

وورد في “العرب“:

“قد يكون مستقبل سوريا ومصير التسوية المقبلة رهن ما سيحدث خلال الساعات والأيام القادمة، ليس في الأمر مبالغة، ذلك أن ما ترسمه النيران من خرائط يشكل أرضية حقيقية لطبيعة موازين القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري ..  قدم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو موقف بلاده الداعم إلى تركيا، لكن أنقرة تنصت جيداً إلى هذا التطور وفي البال أن التجارب السابقة مع واشنطن لا توحي بأي ثقة يمكن التعويل عليها هذه الأيام، بيد أن لا خيار لأردوغان إلا الهروب إلى الأمام لعله يجد في مزاج الأمريكيين الطارئ ما يهديه إلى مخارج السلامة”.

أهمية هذه المعركة والإنجازات العسكرية التي يحققها الجيش السوري في الميدان تظهر كل يوم من خلال الاستنفار الذي تبديه أنقرة وواشنطن من تطورات هذه العملية ومحاولاتهما المستمرة للحد منها وربما افتعال أحداث أخرى لإبعاد الدولة السورية وحلفاءها عن مناطق أكثر أهمية بالنسبة لكل من تركيا وأمريكا، كما يعتبر هذا الاستنفار بمثابة دليل على ثقتهم بأن استعادة الجيش السوري لإدلب تعني توجهه فيما بعد إلى الشمال السوري وبعدها شرق الفرات ما يعني القضاء على الوجودين الأمريكي والتركي غير الشرعيين على كامل الأراضي السورية.

 

أثر برس

اقرأ أيضاً