لميلاد السيد المسيح خصوصية استثنائية هذا العام الذي شهد فيه الشرق الأوسط ما يكفي من الكوارث والحروب والأوبئة، وهذه الخصوصية ظهرت بوضوح بتصريح البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد، التي قال فيها: “وجوه أطفال سورية والعراق واليمن الذين يدفعون ثمن الحرب الباهظ، يجب أن تهز الضمائر”، وكذلك الأمر بالنسبة للصحف العربية والأجنبية التي كانت تغطيتها لهذه المناسبة في عام 2020 مختلفة.
فنشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مقالاً تحت عنوان: “كل ما يمكنك فعله هو البقاء على قيد الحياة: منتصف شتاء قاتم للمسيحيين في الشرق الأوسط”:
“في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يقيم المسيحيون، الذين يشكلون 5 % من سكان المنطقة، احتفالات صامتة وسط أحد أصعب مواسم الأعياد، حيث تكافح العائلات في مواجهة الوباء، بالإضافة إلى النزاعات والكوارث الأخرى، مثل انفجار مرفأ بيروت، واستفحال الفقر”.
وتحت عنوان “رسالة الميلاد الحزين: أطفال العرب… ومقاتلات إسرائيل” جاء في “القدس العربي” جاء:
“اللافت أن الكيان الإسرائيلي قام، في هذه المناسبة، بالتذكير مجدداً بطبيعته العدوانية، حين قام سلاح الجو الإسرائيلي بنشر صورة عبر حسابه على موقع “تويتر” يهنئ بعيد الميلاد قبل شنه غارات جوية على مواقع عسكرية في سورية، وتظهر الصورة التي نشرها سلاح الجو عربة (بابا نويل) التي يفترض أن تقدم الهدايا للأطفال في العالم، لكن المفارقة أن هذه العربة التي تجرها الغزلان، كانت تجرها طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي”.
كما خصصت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية في صفحاتها الحديث عن عيد الميلاد في مدينة بيت لحم الفلسطينية، حيث نشرت تحت عنوان “الشرق الأوسط يشهد عيد ميلاد مليء بالتحديات” مقالاً جاء فيه:
“يصادف اليوم الذكرى السنوية لقصة بدأت قبل 2020 عاماً في مدينة بيت لحم الفلسطينية، لقد كان شرق أوسط مختلف تماماً عن الذي نعيشه في عيد الميلاد هذا العام، لكن المجتمعات في فلسطين وفي جميع أنحاء المنطقة، المستوحاة من ولادة يسوع وحياته، ما زالت قائمة”.
ارتباط اسم السيد المسيح بالسلام، يجعل من يوم مولده فرصه لدى أصحاب الرأي في وسائل الإعلام لتسليط الضوء على ما جرى ويجري في العالم، كما يُعتبر فرصة لاستعراض بانوراما لجملة الأحداث التي جرت على مدنيي الدول التي تشهد نزاعات وحروباً وكوارث بيئية خصوصاً الأطفال، كانفجار مرفأ بيروت وحرق مخيم للاجئين السوريين شمالي لبنان، وحروب ليبيا والعراق وسورية بما تحمله من تفاصيل وقصص مؤلمة.