وسط استمرار حالة التوتر بين السياسيين الأتراك بسبب ملف اللاجئين السوريين، والتي تتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية، أنتج زعيم حزب “الظفر” التركي المعارض فيلماً عن اللاجئين السوريين في تركيا تحت عنوان “الاستيلاء الصامت” يصوّر وضع مدينة إسطنبول عام 2043 وهي بحالة خراب تام نتيجة هيمنة السوريين عليها.
وبحسب وسائل إعلام تركية فإن الفيلم يستعرض بداية موجة لجوء السوريين إلى تركيا عام 2011 وينتقل على عام 2043 ليظهر مدينة إسطنبول في حالة خراب ويهيمن عليها السوريون بعد أن أصبح الأتراك هم الأقلية في الولاية.
وتم نشر الفيلم على منصة يوتيوب عبر اسم مستعار وشاركته العديد من الحسابات المعادية لوجود السوريين في تركيا خلال وقت قصير.
ولاقى “الاستيلاء الصامت” انتقادات العديد من المسؤولين الأتراك، في حين أكد زعيم حزب “الظفر” أوميت أوزداغ، المعروف بسياسته المعادية للاجئين السوريين، “أنه طُلب صنع الفيلم ودفعت تكاليف إنتاجه ووافقت على كل المعلومات التي وردت فيه والسوريون ليسوا الشعب التركي وهم ضيوف والفيلم لا يحوي على أي ضغينة أو عداء”.
فيما أكد مسؤولون أتراك أن الفيلم يثير الرأي العام التركي ضد اللاجئين السوريين في تركيا، حيث نقلت قناة “TGRT” عن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قوله: “يقول أوميت أوزداغ إنه قام بتمويل الفيلم بنفسه إلا أن هذا هو عمل القضاء والقضاء الذي سيقول أنت قمت بتمويل هذا الفيلم فمن أين أتيت بهذه الأموال، هذا الفيلم يفتقر إلى الأدب ويحاول استفزاز المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويستهدف الحكومة بشكل مباشر”.
وبدوره قال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جاتاكلي: “الفيلم مضلل ومليء بالأكاذيب وعار على الإنسانية، وإدارة الهجرة ستقدم شكوى جنائية ضدهم”.
ويتزامن عرض هذا الفيلم مع تزايد ضغوط المعارضة التركية على السلطات التركية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ونتيجة هذه الضغوطات أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخراً على مشروع لإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمالي سوريا، فيما شكك رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال كليتشدار أوغلو، بحقيقة هذا المشروع عبر تغريدة عبر “تويتر” قال فيها: “إن المشروع الذي أعلن عنه أردوغان وهمي”، مضيفاً: “أوقف هذه القصص يا أردوغان، ما زالت مجموعات من اللاجئين تتدفق عبر الحدود، أبقِ قوات الأمن في حالة تأهب، ولا تدع لاجئاً واحداً يعبر الحدود بشكل غير شرعي، سنرسل الباقي في غضون عامين على أي حال، لقد سئمنا جميعاً من مشاريعك الوهمية المزيفة”.
وكان صويلو قد أكد خلال مقابلة على قناة “TGRT” أن أصحاب الأعمال في تركيا عارضوا مشروع إعادة مليون سوري إلى بلادهم، لأنهم يشغلون السوريين في معاملهم ويستغلونهم بالعمل دون تأمين الصحي.