خاص || أثر برس يعمل عدد من سكان قرية “الجمة”، بريف دير الزور الشرقي على حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم من خلال إنشاء مجموعة توليد كهرومائية تعتمد على ناعورة معدنية مركبة على نهر الفرات.
مصادر أهلية من القرية قالت لـ”أثر” إن المشروع عبارة عن ناعورة مصنوعة من المعدن تعمل على تأمين الحركة لمحركات التوليد الكهربائي التي تعتمد محركات بسيطة ورخيصة، مشيرة إلى أن تكلفة المشروع لن تزيد عن 1.5 مليون ليرة سورية بالرغم من ارتفاع الأسعار التي تشهدها المنطقة التي تحتلها “قوات سوريا الديمقراطية” من ريف دير الزور.
المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، تشير إلى أن مصمم المشروع وضع حلولاً إضافية لتأمين قوة الدفع والحركة لأجهزة التوليد في حال انخفض منسوب النهر، ومن المتوقع أن تكون الناعورة الكهربائية قادرة على تأمين الطاقة لما يتراوح بين 3 – 4 قرى بشكل مجاني تقريباً.
يأمل السكان المحليون بأن يكون ثمة جهات متبرعة لتأمين عدد أكبر من النواعير لحل مشكلة الكهرباء في كامل الريف الشرقي من المحافظة والتي كانت قد خرجت فيها محطات التوليد عن الخدمة بسبب سرقة محتوياتها وأكبال نقل الطاقة من قبل الفصائل المسلحة التي تعاقبت في سيطرة على المنطقة، حيث تعتبر مناطق ريف دير الزور الشرقي خارج خارطة التغذية الكهربائية منذ العام 2012 تقريباً.
السكان كانوا يعتمدون على حلول بديلة مثل تأمين التيار الكهربائي من خلال المولدات الخاصة، ومن ثم الاشتراك في المولدات الضخمة المعروفة باسم “الأمبيرات”، إلا أن ارتفاع أسعار المحروقات دفع أصحاب المولدات لرفع تكلفة الأمبير الواحد إلى 8000 ليرة سورية، ما دفع السكان للعودة إلى “الليدات”، التي تعمل على البطارية التي تنقل بشكل يومي لشحنها لدى محال تتوافر لديها مولدات خاصة.
نجاح مشروع “الناعورة الكهربائية”، التي انطلق العمل بها منذ حوالي شهرين ودخلت في مرحلة التوليد التجريبي، يمكن أن يخلق تجارة جديدة في المنطقة إذا ما تحول أصحاب رؤوس الأموال إلى استثمار الفكرة التي إن عممت في المدن التي تحتوي على مجاري أنهار مستقرة يمكن أن تكون حلاً بسيطاً وسريعاً يمكن أن يوفر التيار الكهربائي على مدار الساعة للمناطق التي ستركّب فيها الناعورة الكهربائية، وعلى سبيل المثال مدينتي دير الزور والرقة ومناطق الريف التابعة لهما.