أثر برس

النحل يدفع فاتورة الحرب أيضاً.. اتحاد النحالين لـ”أثر”: العسل المغشوش أساء لسمعة العسل السوري عالمياً

by Athr Press G

خاص || أثر برس بينّ مدير اتحاد النحالين العرب المهندس فتوح جمعة بأن انتشار العسل المغشوش في سوريا قد أساء كثيراً إلى سمعة العسـل السوري إن كان محلياً أو في الأسواق الخارجية، كما أن انتشاره قد شكل تحدياً كبيراً لإنتاج العسـل الحقيقي وأثر سلباً على المبيعات بسبب المنافسة في السعر.

وعلى هامش المعرض الخاص بالعسل، والمقام في دمشق تحت عنوان “العسـل .. غذاء ودواء وشفاء”، أشار جمعة في حديثه لـ “أثر برس” إلى أن العسـل المغشوش يتم من قبل منتجين غير حقيقيين، وأصبح الغش في إنتاج العسـل مهنة للبعض، قائلاً “الغش حدث ولا حرج” لكثرة انتشاره في الأسواق.

وأوضح جمعة أن العسـل المغشوش يتم تصنيعه من خلال طبخ السكر مع خلاصات الأصناف المطلوب إنتاجها مثل حبة البركة أو اليانسون أو الحمضيات أو الشوكيات وغيرها من الخلاصات والنكهات الموجودة في العسـل الأصلي، ومن خلال هذه الخلطات يتم صنع منتج يعطي رائحة وشكل العسـل الأصلي ولكنه مغشوش وغير أصلي، ولا يمت للعسل بصلة لا من ناحية الشكل ولا الفائدة.

وأضاف أنه لا يمكن أن يباع العسـل بأرخص من تكلفة إنتاجه الحقيقية بينما نجد باعة على الأرصفة وفي المحلات يبيعون كيلو العسل بأقل من 10 آلاف ليرة سورية، فمن المؤكد بأنه مغشوش وإلا لم يباع بهذا السعر الرخيص؟ لافتاً إلى أنه تم الكشف عن كمية خمسة طن من العسل المغشوش في محاولة لتصديرها إلى الإمارات علماً بأن هناك قرار بمنع تصدير العسل السوري، وما يرسل للتصدير إن كان عسل مغشوش فهو يسيء لسمعة العسـل السوري الأصلي.

المطلوب لدعم العسل:

وحول ما الذي يمكن تقديمه لتطوير إنتاج النحل للعسل في سوريا، أوضح مدير اتحاد النحالين العرب بأن العائق الأكبر أمام النحالين يكمن بأن مستلزمات الإنتاج مرتفعة التكاليف، ولذلك فعدد كبير من النحالين غير قادرين على تطوير عملهم نتيجة ارتفاع التكاليف، ومنها تكاليف الخشب وصنع خلايا النحل، مشيراً إلى أن بعض المشاركين في المعرض لديهم خلايا نحل ينتجون منها العسـل ولكنهم غير قادرين على زيادة عدد الخلايا وبالتالي تطوير الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف.

كما نوّه إلى أنه يمكن الاستفادة من مناشر وزارة الزراعة لتصنيع خلايا النحل بتكاليف منخفضة ونسب أرباح بسيطة ما يؤدي لتخفيض التكاليف على النحال وتساهم بتطوير التربية والإنتاج.

ولفت جمعة إلى نقطة هامة جرى العمل عليها بالتعاون بين اتحاد النحالين ووزارة التجارة الداخلية من خلال القيام بدوريات مشتركة على محلات بيع العسل للكشف والتأكد من جودته وبأنه غير مغشوش، ولكن هذا العمل لكي ينجح يتطلب الاستمرارية مع إيجاد ضابطة دائمة لضبط العسل المغشوش بالتعاون ما بين وزارتي الزراعة والتجارة الداخلية.

المبيدات الحشرية:

من جانب آخر بينً المهندس عبد الرحمن قرنفلة في حديثه لـ “أثر برس” وهو أحد المشاركين في المعرض بأن منتجات خلية النحل تدخل في عدد كبير من الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل بالإضافة إلى استخدامات صناعية أخرى حيث أن شمع النحل يدخل في 150 صناعة، مع الإشارة إلى الأهمية الدوائية لمادتي العكبر وغبار الطلع، ولذلك فالعسل له قيمة مضافة كبيرة.

وأشار إلى أن الأزمة ألحقت ضرراً كبيراً بالنحل السوري فخسرنا حوالي 80% من النحل، وإقامة المهرجانات والمعارض في الوقت الحالي تساعد وتشجع المربي للعودة إلى نشاطه.

ولفت قرنفلة إلى أن أهم مشكلة تواجه النحالين هي ارتفاع تكاليف النقل كون تربية النحل تقوم على نقله كل فترة وبحسب الموسم سعياً وراء المراعي للبحث عن الأزهار، ولكن أجور النقل مرتفعة جداً وهي تشكل إعاقة في تربية النحل كون نقله يتم وفق شروط محددة.

وأشار إلى الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية من قبل المزارعين الذي يضر بشكل كبير بالنحل، ففي حال تعرض النحل للمبيدات الحشرية بشكل مباشر أو خلال حصوله على رحيق الأزهار التي تعرضت للمبيدات الحشرية، فإما أن يموت أو ينتج عسل يحتوي على آثار مبيدات ويتحول العسل من دواء إلى داء.

وطالب بالتنسيق المناسب بين المزارعين والنحالين لمعرفة مواعيد رش المبيدات الحشرية ليقوم النحال باتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية لحماية خلايا النحل من المبيدات الحشرية.

شهادة الجودة:

ولفت قرنفلة إلى أن انتشار العسل المغشوش بشكل واسع أثر على سمعة العسل السوري الأصلي وتسبب بقلة ثقة المستهلك بالمنتج حيث استغل الكثيرون انخفاض الإنتاج من العسـل الأصلي للغش وتصنيع عسل مغشوش، فلا يمكن أن يباع كيلو العسـل بأقل من 10 آلاف ليرة سورية وتكلفته الحقيقية أكثر من 15 ألف ليرة سورية إلا إذا كان مغشوشاً.

وهنا دعا لإيجاد طريقة لمنح شهادة جودة للنحال الذي يطبق الشروط والمعايير الصحيحة في تربية النحل وإنتاج العسـل وهو أمر مرهون باتحاد النحالين ووزارة الزراعة، وهذه الشارة تكون غير قابلة للتقليد، مع نشر للماركات التي تحمل علامة الجودة لتعزيز الثقة بين المستهلك والمنتج.

يذكر أن عدد خلايا النحل انخفض في العام 2013 إلى ما دون 150 ألف خلية نحل، بينما يبلغ عدد خلايا النحل في سوريا حالياً 350 ألف خلية وما زال العدد الحالي أقل من الأعداد التي كانت متوفرة قبل الحرب والتي بلغت آنذاك 600 ألف خلية، بحسب وزارة الزراعة، حيث كانت سوريا تنتج ثلاثة آلاف طن عسل قبل الحرب.

علي سليمان

اقرأ أيضاً