خاص|| أثر برس صعّد مقاتلو العشائر العربية ليل أمس السبت، من حدة استهدافاتهم للنقاط والمقرات التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بريف دير الزور.
وأفادت مصادر “أثر” بأن مقاتلي العشائر استهدفوا 5 نقاط تابعة لـ”قسد” بالأسلحة الرشاشة وقذائف “آر بي جي” في بلدة “أبو حمام” بالريف الشرقي، وسُجّل وقوع إصابات في صفوف عناصرها، إضافةً إلى ضرب نقطة المقسم في بلدة “غرانيج” ليل أمس، ونقاط عسكرية عدة في “الطيانة، شنان، كشة”.
وجاء هذا التصعيد، بعد كلمة صوتيّة لشيخ قبيلة “العكيدات” إبراهيم الهفل أعلن فيها إنشاء تشكيل عسكري جديد ضمن قوات القبائل والعشائر العربية حمل اسم “صقور العشائر”.
وشهدت ليلة أول أمس مقتل عدد من عناصر “قسد”، إثر كمين نصبه مقاتلو العشائر العربية لرتل عسكري كان يتحرك باتجاه مدرسة الشبكة في بلدة “الشحيل” بالريف الشرقي.
وأفادت مصادر محليّة لـ”أثر” بأنه تم أسر 3 عناصر لـ”قسد” في اشتباكات جرت بينها وبين قوات العشائر، بعد استهداف المقاتلين حاجزي المجبل والصنور في بلدة “أبو حمام”، إضافةً إلى استهداف حاجز في بلدة “الجاسمي”.
وفي سياق متصل، خرجت مسيرة شعبيّة في قرية “الحصين” التابعة لمدينة “الصّور” شمالي دير الزور أُطلقت فيها هتافات دعم وتأييد لشيخ قبيلة “العكيدات” إبراهيم الهفل، الذي يقود تشكيلاً عسكرياً ضد “قسد”.
وأكدت مصادر عشائرية لـ”أثر” أن إعلان “قسد” انتهاء عمليتها العسكرية (تعزيز الأمـن) في دير الزور لم يحمل أي مصداقية على الأرض، مشيرة إلى أن مقاتلي العشائر العربية تبنوا استراتيجية الكر والفر وإبقاء المشهد مُلتهباً، وهو ما أشار إليه شيخ قبيلة “البكارة “نواف البشير، عندما أكد أن الوضع ما بعد الانتفاضة العشائرية لن يكون كما قبلها.
وأضافت المصادر العشائرية أن قوات العشائر العربية تتطلع إلى تحرير مناطقها من سلطة “قسد” بوصفه هدفاً نهائياً لحراكها، الأمر الذي أربك الأمريكي في كيفية التعاطي مع ما يجري، والصيغة المناسبة لإدارة دير الزور إدارة يحافظ فيها على وجوده.
وفي هذا الصدد، أفادت أستاذة التاريخ في جامعة الفرات الدكتورة طليعة الصياح، بأن “أمريكا تحاول مسك العصا من الوسط ، فهي لا تستطيع التخلي عن قوات سوريّا الديمقراطيّة، ولا تستطيع أن تقف ضد انتفاضة العشائر علناً، وفي الوقت نفسه، لا ترغب بانتصار هذه الانتفاضة، نظراً إلى أنها لا تملك سيطرة لها على تلك القوات العربية، فتحرص هنا على حضورها اليومي بالطيران المروحي أو تسيير الدوريات من قواتها بين قاعدتي كونيكو والعمر، لتتبدى رسائل للعشائر أن لاحسم للمواجهة لصالحها”.
وأضافت الصياح أنه “يبقى مراد أمريكا أن تجد قوة تُعتمد لتُمسك بزمام الأوضاع بدير الزور، واستخدامها لاحقاً في هدف قطع والسيطرة على الطريق الرابطة بين سوريا والعراق”.
وبدأت الاشتباكات بين قوات العشائر العربية و”قسد” في 27 آب الفائت بعدما أقدمت “قسد” على اعتقال “أحمد الخبيل- أبو خولة” قائد أحد تشكيلاتها وهو “مجلس دير الزور العسكري” في الحسكة، وهذه الحادثة كانت بمنزلة الشرارة التي أشعلت الميدان في دير الزور، إذ بدأ وجهاء وشيوخ القبائل العربية، بإصدار البيانات الرسمية والظهور بمقاطع فيديو يدعون فيها القبائل العربية إلى التحشيد ضد “قسد” داعين أبناءهم المنتسبين إلى الأخيرة للانشقاق عنها، وفي هذا الصدد أكد شيخ قبيلة “العكيدات” الشيخ إبراهيم الهفل، أن المعركة مع “قسد” مصيرية لطردها من المحافظة، مشدداً على أن “تحرك العشائر في ريف محافظة دير الزور لم يكن من أجل قائد مجلس دير الزور العسكري، وإنما لاستعادة حقوق أهالي المحافظة التي سلبتها ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
عثمان الخلف- دير الزور