خاص|| أثر برس تعمل الحكومة العراقية على نقل مواطنيها من “مخيم الهول”، في وقت يتصاعد فيه العنف في المخيم الواقع على بعد 45 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة.
وقالت مصادر خاصة لـ “أثر برس”، إن الحكومة العراقية تعتزم نقل كامل مواطنيها من مخيم الهول مع نهاية العام الحالي، وفيما تمت عملية نقل 153 عائلة يوم السبت، يتم التحضير لخروج 150 عائلة إضافية نحو “مخيم الجدعة”، الذي أعدته الحكومة الاتحادية في بغداد لتوطين العائدين من سوريا، على أن يستمر الأمر من خلال دفعات حتى نقل آخر عراقي موجود في المخيم قبل نهاية العام الحالي.
وشهد يوم الأحد استئناف إخراج السوريين نحو مناطقهم الأصلية من خلال دفعة مؤلفة من 77 عائلة بواقع 400 شخص، غادرت المخيم نحو مناطق شرق الفرات، من ريف دير الزور، وهي الدفعة رقم 23 من السوريين الذين يغادرون المخيم وفقاً لشروط تضعها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، التي تعتبر “سلطة الأمر الواقع”، والتي على رأسها “كفالة عشائرية”، و”موافقة أمنية”، صادرة عن “قسد” نفسها، وبلغ تعداد من غادر المخيم من السوريين منذ بداية العام الماضي نحو 1450 شخص، نقلوا إلى أرياف الحسكة والرقة وحلب ودير الزور، علماً أن عائلة واحدة فقط سمح لها بالمغادرة نحو مدينة جرابلس، التي تسيطر عليها القوات التركية.
ويقطن في المخيم حالياً ما يزيد عن 55 ألف شخص، نحو 28 ألفاً منهم يحملون الجنسية العراقية، و22 ألفاً يحملون الجنسية السورية، فيما يحمل 5000 شخص نحو 55 جنسية مختلفة، ويقطنون في جناح خاص بـ “الأجانب” في مخيم الهول، وقد انخفض عدد الأجانب في هذا المخيم بفعل نقل دفعات منهم نحو مخيم “تل أسود”، جنوب شرقي مدينة “المالكية (ديريك)”، وهو المخيم الذي يعرف إعلامياً باسم “مخيم روج آفا”.
العنف يتصاعد:
سُجّلت منذ بداية الشهر الحالي سبع جرائم قتل في “مخيم الهول”، خمس منها وقعت يوم الخميس الماضي، علماً أن اثنين من ضحايا يوم الخميس اختطفا من قبل مجموعة مجهولة الهوية لعدة أيام سبقت العثور على جثمانيهما، وبذلك ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل المسجلة منذ بداية العام الحالي إلى 40، وتقول إحصائيات خاصة بـ “أثر برس”، إن 19 من الضحايا سوريين، والبقية من حملة الجنسية العراقية، وعلى مستوى الجنس فإن 22 من الضحايا هم من النساء.
كما تشير المصادر إلى أن 9 أشخاص اختطفوا يوم الجمعة، وعلى الرغم من تأكيد المصادر عدم خروج المخطوفين من المخيم، إلا أن مسألة العثور عليهم أحياء شبه مستحيلة في ظل تزايد نشاط خلايا تنظيم “داعش”، الذي يتزامن مع تفاقم العجز الأمني لـ “قسد”، في مسائل مثل منع تهريب الأسلحة والذخائر والمواد الحارقة لداخل المخيم، مع عجزها عن ضبط نشاط التنظيم المتشدد، والذي يستفيد من تدفق الأموال إلى خلايا عبر الحوالات الخارجية التي تصل من خلال شركات التحويل المالي المرخصة بداخله من قبل “قسد” نفسها، كما أن المعلومات تشير لتورط حراس “مخيم الهول”، التابعين لـ “قسد”، بتهريب الأسلحة لداخله مقابل مبالغ مالية طائلة.
كان المخيم قد شهد خلال العام الماضي 96 جريمة قتل، كان السوريون ضحايا 43 منها، والبقية من العراقيين.
محمود عبد اللطيف- المنطقة الشرقية