أثر برس

“الهيئة” نفت ضلوعها بمقـ.ـتل “القرشي”.. لماذا يتخفّى متزعمو “د.ا.عـ.ش” شمال غربي سوريا؟

by Athr Press A

أصدر جهاز الأمن العام التابع لـ “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً” بياناً نفى فيه ادّعاء تنظيم “داعش” بشأن مسؤولية “الهيئة” عن استهداف متزعم التنظيم المدعو “أبو الحسين الحسيني القرشي” في ريف إدلب.

ومع أن “القرشي” هو المتزعم الثالث للتنظيم الذي يُقتل في مناطق سيطرة “الهيئة”، بعد مقتل “أبو بكر البغدادي” في تشرين الأول 2019، في عملية لقوات أمريكية، والتي قتلت بعملية مشابهة خليفته “أبو إبراهيم القرشي” في شباط 2022، فإنّ الهيئة واظبت على إخفاء أي دور لها في عمليات اغتيال متزعمي التنظيم، على الرغم من ورود عددٍ من التقارير الإعلامية كانت تقدم معلومات بشأن وجود تنسيق بينها وبين “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن والذي كان يتبنى عمليات الاغتيال السابقة، وفقاً لصحيفة “النهار العربي”.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، إنه “خلال السنوات الفائتة، لم تكن “الهيئة” تتوقف عن تنفيذ حملات أمنية ضد خلايا تنظيم “داعش” في مناطق سيطرتها، وأسفرت هذه الحملات عن مقتل واعتقال الكثير من قادة وعناصر التنظيم، من بينهم قادة في الصف الأول، وكانت الهيئة لا تتردد في الإعلان عن حصيلة هذه الحملات”.

في المقابل، خلايا تنظيم “داعش” المنتشرة في إدلب لا تقابل حملات الهيئة بأي ردة فعل، بل كان ثمّة قرار على ما يبدو بأن لا تقوم هذه الخلايا بأي نشاط ضد عناصر “الهيئة” وقيادتها، وكأن هناك تفاهماً ضمنياً بين الطرفين للسماح لعناصر “داعش” باتخاذ إدلب مأوى لهم مقابل عدم تعريض سلطة الهيئة لهزات أمنية.

وترى الصحيفة أنّ “متزعم “الهيئة” أبو محمد الجولاني لم يفتح الباب أمام خلايا “داعش” للجوء إلى إدلب بعد فرارهم من معركة الباغوز حباً بهم، بل كان يخطط منذ البداية لاستغلال ذلك للتقرب من بعض أجهزة الاستخبارات الدولية من خلال إظهار نفسه بصورة المحارب للتنظيم المصنف على قائمة الإرهاب العالمي”.

وكان تنظيم “داعش” أعلن في 3 آب الجاري في تسجيل غير مؤرخ عبر معرّفات مقرّبة منه مقتل متزعم التنظيم “القرشي” على يد عناصر “الهيئة” في ريف إدلب.

وقال المتحدث الجديد باسم التنظيم “أبو حذيفة الأنصاري”، إنّ “مسلحي “الهيئة” قتلوا القرشي في أثناء محاولة أسره، ومن ثم سلموه إلى تركيا”، مشيراً إلى أنهم اعتقلوا المتحدث السابق باسم التنظيم “أبو عمر المهاجر”، مضيفاً: إنّ “التنظيم عيّن متزعماً جديداً له وهو المدعو “أبو حفص الهاشمي القرشي”.

وجاء إعلان التنظيم بخلاف الرواية التي ذكرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 30 نيسان الفائت بشأن تحييد متزعم التنظيم “أبو الحسين الحسيني القرشي” في عملية نفّذتها المخابرات التركية شمالي سوريا، وفي سياق ذلك أشارت صحيفة النهار العربي إلى أنّ “ما يثير الاستغراب أن ما نسبه “داعش” من تنسيق بين الجولاني وتركيا جاء في وقت شهدت العلاقة بين الجانبين الكثير من الشد والجذب، على خلفية انخراط أنقرة في مسار التطبيع مع دمشق، ورفضها كذلك لجهود الجولاني الرامية إلى التوسع في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” الواقعتين تحت سيطرتها، وبلغ التصعيد ذروته مع اتهام الجولاني لأنقرة بأنها تعمل ضد أهداف الفصائل المسلّحة”.

لماذا يتخفّى متزعمو “داعش” في مناطق نفوذ “الهيئة”؟

بعد أشهر قليلة من إعلان “التحالف الدولي” القضاء على تنظيم “داعش” في معركة الباغوز عام 2019، تفاجأ العالم بكلمةٍ للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن فيها اغتيال متزعم التنظيم الأول “أبو بكر البغدادي” في بلدة باريشا بريف إدلب الشمالي، الواقعة في نفوذ “هيئة تحرير الشام”، وعام 2022 قُتل المتزعم الثاني أبو إبراهيم القرشي في بلدة أطمة، ومع مقتل المتزعم الرابع للتنظيم “القرشي” ثمّة سؤال عن سبب تخفي متزعمي التنظيم شمال غربي سوريا، علماً أنّ متزعم التنظيم الثالث المدعو “أبو حسن القرشي” قُتل مع كامل أفراد مجموعته في العام الفائت بتفجير منزلٍ تحصنوا به خلال العملية الأمنية التي نفذها الجيش السوري بمساندة المجموعات المحلية والأهلية ضد تنظيم “داعـش” في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، وفقاً لمصادر “أثر”.

وفي هذا الإطار، يرى الباحث  المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة، في حديث لموقع “العربي الجديد”، أن هناك أسباب عدة  لتخفي متزعمي التنظيم شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أنها “منطقة نزوح ولجوء، وهذا يعطي قيادة التنظيم قدرة على التخفي داخل المجتمع المحلي”.

وأوضح أنّ “التنظيم جهّز مجموعات وخلايا سرية للعمل في الشمال السوري ضد “هيئة تحرير الشام”، و”الجيش الوطني”، للعمل في الداخل التركي”، لافتاً إلى أن المنطقة “تعاني أوضاعاً أمنية هشة، ما يمنع الأجهزة الأمنية كشفهم”.

وأشار شريفة إلى أن “الشمال السوري يُعد قاعدة دعم لوجستي للتنظيم، فشبكات ومكاتب الحوالات المالية التي لا تخضع للمراقبة تسمح للتنظيم بتلقي الحوالات والدعم”، مضيفاً: “يُعد الشمال الغربي من سوريا سوقاً سوداء للسلاح، وبالتالي يحتاج التنظيم لشراء السلاح منه”.

في المقابل، رأى الباحث ياسين جمول أنّ “قادة تنظيم داعش ليسوا في أي مكان من الشمال السوري، بل هم في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أنّ هذه التنظيمات لا تنشط إلا في مناطق النزاع والاضطراب، فهذه الأجواء الأكثر مناسبة لنموّهم وانتشارهم”، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.

وأشار إلى أنّ “مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” شمال غربي سوريا أكثر المناطق أمناً لمتزعمي التنظيم” وتابع: “داعش” و”النصرة” كانوا بالأمس معاً وخرجوا من رحم واحدة، ومتزعمي “داعش” يستفيدون من عدم رضا الحاضنة الجهادية للتحولات البراغماتية الكثيرة لأبو محمد الجولاني لتأمين من يناصرهم حتى من داخل “الهيئة”.

وأعرب جمول عن اعتقاده بأن “قيادة “هيئة تحرير الشام” تعلم بوجود قادة من “داعش” في مناطق سيطرتها، وهي تستثمر في ذلك”، مضيفاً: “لا يُنشر مقتل أحد منهم إلا لتحقيق مكسب، مع أن مكانه مكشوف لها من قبل.”

يشار إلى أن “أبو محمد الجولاني” يتزعم القيادة العامة لـ “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً”، التي تسيطر على مدن وبلدات إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة.

وكانت “هيئة تحرير الشام” ادّعت انفصالها عن “القاعدة” منذ تموز 2016، وفي هذا السياق، يشير “معهد واشنطن للدراسات” في تقرير نشره سابقاً، أن “الإدارة الأمريكية لم تعد تنظر إلى “الهيئة” على أنها جهة تهديد فعليّة يمكن أن تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها وأمنها مباشرةً على غرار “القاعدة” وتنظيم “داعش”.

أثر برس

اقرأ أيضاً