أثر برس

الواقع العسكري الجديد الذي فرضته”الهيئة” بدخولها إلى عفرين بريف حلب الشمالي

by Athr Press Z

اشتباكات عنيفة اندلعت بريف حلب الشمالي بين “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” من جهة وبعض فصائل أنقرة من جهة أخرى، وكانت آخر نتائجها دخول “الهيئة” إلى مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، في تحرّك عسكري لافت بسرعته، فيما يُشير الخبراء إلى أن نتائج الاشتباكات غير مفاجئة، وهي خطوة يجري التخطيط لها منذ زمنٍ بعيد، وكانت “الهئية” بانتظار الفرصة المناسبة لتنفيذها على الأرض.

وبعيداً عن مصير خريطة السيطرة في تلك المناطق، فإن التقارير الصحفية لفتت إلى واقعٍ عسكري جديد فرضته المعارك التي جرت بين المجموعات المسلحة.

وفي هذا الصدد نقل موقع “العربي الجديد” عن مصادره: أن “الاقتتال الحاصل فرز تحالفات جديدة بين الفصائل، موضحةً أنّ التحالف الأول يضم: الفيلق الثالث وعلى رأسه الجبهة الشامية، وحركة التحرير والبناء التي تضم العديد من الفصائل أبرزها أحرار الشرقية، أما التحالف الثاني يضم: فرقة الحمزة والمعروفة بالحمزات، وفرقة سليمان شاه والمعروفة بالعمشات نسبةً إلى متزعمها المدعو محمد الجاسم أبو عمشة، وهيئة تحرير الشام، وفصيل أحرار الشام، بينما بقيت هيئة ثائرون والتي تضم فيّلق الشام وفرقة السلطان مراد على الحياد”.
وأوضحت مصادر “العربي الجديد” أنّ الحلف الأول يريد الاقتصاص من قتلة الناشط “أبو غنوم” ومن ثم اجتثاث فصيل “فرقة الحمزة” بشكل كامل، بينما يرفض الحلف الثاني توسع “الجبهة الشامية” والفصائل التي تساندها على حساب “فرقة الحمزة”.

وفي هذا السياق نقل “عربي 21” عن الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، قوله: “إن تحرير الشام ساندت التحالف الجديد بين فرقة الحمزة وحركة أحرار الشام، بمواجهة الفيلق الثالث وحركة التحرير والبناء وفيّلق الشام”، مضيفاً: “يبدو أن تحرير الشام وجدت في الاشتباكات فرصة لتوسيع نطاق نفوذها إلى أرياف حلب، حيث تحاول تحرير الشام استغلال النقمة الشعبية من تجاوزات بعض الفصائل، خاصة أن مستوى التأييد الشعبي للفصائل في حدوده الدنيا”.

وفي السياق نفسه، قال الصحفي أحمد عاصي: “أن ما يريده الجولاني الدخول إلى المنطقة بأي طريقة للقضاء على عدوه القديم جيش الإسلام في الفيّلق الثالث وفي تصريح، حيث شارك قائد فرقة السلطان سليمان شاه ومحمد جاسم أبو عمشة وهيئة تحرير الشام في القتال الجاري، وكشف عن أنه هو من طلب من الإخوة في تحرير الشام، التدخل في هذا النزاع”، وفقاً لما نقلته صحيفة “القدس العربي”، التي نقلت أيضاً عن قيادي ميداني في “هيئة تحرير الشام” رفض الكشف عن اسمه قوله: “إن سبب مشاركة الهيئة مع الحمزات والعمشات، هو لمصلحة الجزء المحرر ككل حسب تعبيره، لأن قيادة الهيئة على علمٍ مسبق عن تخطيط ما يسمى الفيّلق الثالث بحل كافة الفصائل وتوسع بقعة سيطرتهم ولكي تكون السلطة الوحيدة في المنطقة، وهذا ما لا ترضاه الهيئة على الإطلاق”.

على الصعيد الإنساني، لا تختلف هذه المعارك عن غيرها، حيث تعرّض المدنيون للكثير من المخاطر باعتبار أن الاشتباكات جرت ضمن مناطق سكنهم، إلى جانب موجات النزوح، حيث أكدت بعض التقارير أن بعض النازحين لم يعد باستطاعتهم الخروج من بعض المخيمات، بسبب محاصرتها وانقطاع الطرق.

مصادر “أثر” أفادت بأن “هيئة تحرير الشام” لم تستبعد خيار الانسحاب من المناطق التي اقتحمتها، مشيرةً إلى أن “الهيئة” وضعت جملة من الشروط لوقف القتال والانسحاب نحو مناطق سيطرتها في ريفي إدلب وحلب الغربي، وفي مقدمتها أن تحصل على نسبة من عائدات معبر “الحمام” الحدودي غير الشرعي مع تركيا، وأن تُلغى ساحة ترسيم البضائع العائدة لـ “الجبهة الشامية” في قرية “ترندة” بريف عفرين، إضافةً إلى تسليمها المطلوبين كافة لها من فصيل “جيش الإسلام” على وجه التحديد، وإطلاق السراح الفوري لمسلحيها الموجودين ضمن سجون فصائل أنقرة كافة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً