أعلنت المقاومة الإسلامية العراقية استهداف قاعدتين أمريكيتين شرقي سوريا، وبدورها أعلنت الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن عدد الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ 17 تشرين الأول الفائت تجاوز الـ95 استهدافاً.
وأصدرت المقاومة العراقية مساء أمس الثلاثاء بيانين اثنين، تبنت فيهما استهداف القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي، والقاعدة الأمريكية في حقل غاز كونيكو الواقعتين بريف دير الزور شرقي سوريا.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أدان فيه الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بغداد بتاربخ 8 كانون الأول الجاري.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون أمس الثلاثاء، أنه تم رصد 98 هجوماً إلى الآن طال القواعد الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
واشنطن قلقة من الشرق الأوسط:
إلى جانب الاستهدافات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وتنفذها حركات المقاومة في المنطقة، باتت السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي -بما فيها الأمريكية- هدفاً مشروعاً لجماعة “أنصار الله” اليمنيين، ففي 9 كانون الأول الجاري أعلنت القوات المسلحة اليمنية أنه سيتم منع السفن المتوجهة إلى “الموانئ الإسرائيلية” من إكمال مسارها إلى حين السماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة جميع السُفن والشركات من التعامل مع “الموانئ الإسرائيلية”، وتعرضت أمس الاثنين سفينة نرويجية لاستهداف يمني، نتيجة عدم استجابتها للتهديدات اليمنية.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس AP” الأمريكية عن مسؤول أمريكي تأكيده اليوم الأربعاء، أن صاروخين اثنين أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها “أنصار الله” في اليمن لم يصيبا ناقلة تجارية قرب مضيق باب المندب، مضيفاً أن “مدمرة أمريكية أسقطت مسيّرة تابعة للقوات المسلحة اليمنية كانت تحلق باتجاهها قرب باب المندب”.
وفي هذا الصدد، علق المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، على حادثة استهداف ناقلة النفط النرويجية قبالة السواحل اليمنية، أن الولايات المتحدة “تتعامل مع الوضع في البحر الأحمر تعاملاً جدياً”، معلناً أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، سيزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للقاء عدد من “عناصر من القوات الأميركية المنتشرين في المنطقة”، كما سيلتقي مسؤولين في البحرين وقطر وفلسطين المحتلة.
وتعقيباً على الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق قال رايدر: “إذا تعرضت قواتنا للخطر فسنتخذ الإجراءات المناسبة لحمايتها والهجمات لن تمنعنا من التركيز على المهمة الأساسية وهي هزيمة داعش”.
خلاف أمريكي- إسرائيلي علني:
بالتزامن مع هذه التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، رداً على الدعم العسكري للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برزت إلى العلن خلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، إذ نقلت وكالة “رويترز” أمس الثلاثاء عن رئيس حكومة الاحتلال “بينامين نتنياهو” أن “إسرائيل وأمريكا تختلفان بشأن مرحلة ما بعد حماس وآمل في التوصل إلى اتفاق قريباً”، بدوره أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه طلب من “نتنياهو” إعادة تشكيل حكومته والابتعاد عن “المتطرفين”، واصفاً “الحكومة” الحالية بأنها “أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل”.
ولفتت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن “هذه التصريحات تمثّل أكبر تغيّر في لغة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل منذ هجوم تشرين الأول”، موضحة أنه “حتى الآن دعمت الولايات المتحدة، إسرائيل، سواء في العمل أم في الخطاب، لكن يبدو أن هذا الدعم القوي قد تراجع اليوم”، ومن جهتها، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن “كلام بايدن قيلَ في الغرف المغلقة، والآن يُقال علناً”، معتبرة أنه “في نهاية الأمر سيحدث انفجار بين نتنياهو وبايدن”، بينما لفتت “هآرتس” إلى أن “نتنياهو يعرض التحالف مع واشنطن للخطر”.