تهتم التحليلات الأمريكية بالوجود العسكري الأمريكي شرقي سوريا، إذ يشكك بعض المحللين والخبراء الأمريكيين بهدف هذا الوجود والغاية منه.
وفي هذا الصدد أفاد موقع “War on the rocks” بأن الصحافي ثاناسيس كامبانيس طالب بسحب كامل القوات الأمريكية من سوريا.
وأشار كامبانيس، إلى أن مواجهة “داعش” التي تبرر فيها الولايات المتحدة وجودها في سوريا يمكن أن تتم عن طريق التنسيق بين “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” -التي تتخذ منها واشنطن شريكاً محلياً في سوريا- ودمشق، بينما اعتبر الموقع أن “الخطر يتمثل في أن أي تسوية هنا لن تسمح ببقاء الحكم الذاتي لقسد -شريكة الولايات المتحدة- كما لن تبقي على مؤسستها الأمنية في شمال شرقي سوريا، وتركيا سترحّب بقرار حل المؤسسات التابعة للأكراد، الأمر الذي سيعقد الجهود الأمريكية الأوسع الساعية للضغط على إيران”.
فيما أكد الصحافي الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تتمكن من “احتواء إيران في سوريا ولهذا يصبح أمر الانسحاب الأمريكي حتمياً سواء عاجلاً أم آجلاً”، وعبّر عن هذه النقطة بقوله: “دقائق الساعة تمر”.
وأكد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، أنه لا يتفق مع مطالب الصحافي الأمريكي كامبانياس، موضحاً أنه “يعتقد أن الحل الذي قدمه كامبانيس لمحاربة تنظيم الدولة بعد انسحاب القوات الأمريكية لن يجدي أي نفع”.
ولفت جيفري إلى أنه في هذه المرحلة يوافق الآراء التي تدعو إلى تخفيض عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق، أما في سوريا فقال جيفري: “يجب على الولايات المتحدة أن تُبقى على قواتها هناك، وألا تسحبها إلا عندما يتحسن الوضع الذي أدى إلى إرسال تلك القوات إلى سوريا. ولكن كإجراء مرحلي، على واشنطن أن تتعاون مع أنقرة لتخفيض عدد القوات الأمريكية الموجودة بشكل دائم في سوريا، مع إقامة علاقات أكثر استقراراً ورسوخاً بين الولايات المتحدة وتركيا والقوات الكردية التي تدعمها أمريكا” وفق ما نقله War on the rocks.
وفي هذا الصدد، أشار الموقع الأمريكي إلى أنه “بعد تحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة، قد يتحسن التنسيق بينهما على مستوى السياسات المعنية بسوريا، والتي تشمل الوجود الأمريكي ومستقبل قسد في المنطقة، كما يمكن لذلك أن يشمل تعميق اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في تشرين الأول من عام 2019 بين الولايات المتحدة وتركيا وقسد”.
وخلُص مقال “War on the rocks” إلى أنه “لا شك أنه ينبغي لواشنطن أن تشرح بشكل أفضل الأساس المنطقي الذي بنت عليه فكرة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والذي يتمثل باعترافها بمهمة احتواء إيران، ولكن في نهاية الأمر، وبصرف النظر عن أي مبرر، سيظل الأمريكيون متخوفين من المهمات التي تتطلب بقاءهم تحت النار، ولهذا ستستمر دعوات المطالبة بسحب تلك القوات من تلك المناطق بما فيها سوريا، لذلك لا بد من إطلاع الشارع الأمريكي على نهاية اللعبة بالنسبة لتلك القوات”.
يشار إلى أن الجدل في مصير القوات الأمريكية في سوريا احتدم في الأوساط الأمريكية بعد حادثة استهداف القاعدة الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية وتسبب بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح آخرين، وذلك في إطار التصعيد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط من 7 تشرين الأول 2023، إذ أعلنت المقاومة العراقية في 17 تشرين الأول 2023 أن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق ستكون أهدافاً مشروعة لها، وذلك رداً على الدعم العسكري الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.