بالتوازي مع التحركات الإيجابية العربية لا سيما الخليجية تجاه سوريا، دعت “الإدارة الذاتية” شرقي البلاد الدول العربية بالتوسط لإيجاد حل للقضية الكردية في سوريا، وكان آخر التحركات في هذا الملف، هو ما نقله موقع “المونيتور” الأمريكي عن وجود وساطة إماراتية لحله.
وفي هذا السياق أعلنت “الإدارة الذاتية” منتصف نيسان الفائت عن مبادرة لحل الخلاف مع الدولة السورية بإصدار بيان يحوي على مجموعة نقاط، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” سيهانوك ديبو، قوله: “إن قادة الإدارة وبعد إعلان مبادرتهم منتصف الشهر الماضي خاطبوا جميع الدول العربية ورئاسة الجامعة لعقد لقاءات لشرح المبادرة والتوسط لحل الملف السوري” معتبراً أنها “ستكون الخطوة البنّاءة في حال فتح الطريق لممثلي الإدارة، وأُتيحت لهم الفرصة لزيارة عواصم القرار العربي، ولقاء رئاسة الجامعة العربية، وأن الإدارة الذاتية جزء مهم من الحل السوري فمن الخطأ تغييبها من أي عملية سياسية تسعى لإنقاذ سوريا من شبح التقسيم”.
وبالرغم من هذه الدعوات الكردية تؤكد التقديرات وجود الكثير من العقبات التي تحول دون حل هذا الملف، حيث أشارت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية إلى أن “الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا تعرض صراحةً، على دمشق أن تتوصل إلى اتفاق، ولكن على أساس الندية، وليس الاندماج، إلى جانب وجود مشكلة بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية هي موقف الولايات المتحدة”، لافتة إلى أنه “تأتي الإشارات الإيجابية من القوى الكردية بالتوازي مع محاولات أنقرة التقرب من دمشق، وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مؤخراً قد يُعقد اجتماع رباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، في موسكو هذا الشهر”.
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لـ”قسد” لفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أنه “منذ زلزال شباط، وما تلاه من اتّساع رقعة الانفتاح العربي على دمشق، تسعى القيادات الكردية إلى فتح قنوات تواصل مع بعض الدول العربية، في محاولة منها لضمان عدم إخراجها من أيّ تسوية محتملة للملفّ السوري، وخاصة في ظلّ الجهود الإماراتية – السعودية – الأردنية المتسارعة للدفع في اتّجاه تسوية كهذه، وتبدو هذه التحرّكات الكردية مدفوعة بنصيحة أمريكية بضرورة إقناع العرب بالإدارة الذاتية كنموذج معقول للحلّ المنشود، ومثال اللامركزية الإدارية”.
يشار إلى أنه سبق أن أجرت الدولة السورية 7 جولات حوار مع “الإدارة الذاتية” دون التوصل لأي نتيجة، فيما جددت “الإدارة الذاتية” الحديث عن ضرورة إجراء جولات جديدة، بعد ساعات من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى العاصمة دمشق نيسان الفائت، وأشار حينها أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، في حديث لـ”أٌثر”: “أعتقد أنه يمكن للسعودية أن تلعب دور لدى بعض العشائر العربية التي تشكل مصدراً أساسياً لعناصر قسد خاصة أن أكثر من 90% من هؤلاء أبناء عشائر عربية”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن “قسد في بيانها تتحدث بلغة عرفناها سابقاً، وتستخدم نفس العبارات وتكرر ةالحديث نفسه عن توزيع الثروة والمكونات التي لا تتناسب مع الواقع السوري والفدرلة، وبالتالي هذا من حيث المبدأ مرفوض بالمطلق لأن قسد لا تمثل إلا نفسها”.