يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعيش حالة محرجة جراء ما يجري في الشمال السوري، حيث تظهر التطورات الأخيرة ما يجري بصورة أكثر وضوحاً مما كانت عليه في السابق.
فبعد إعلان المتحدث باسم “التحالف الدولي” يوم الأحد الماضي بدء واشنطن بتشكيل “قوة أمنية حدودية” شمالي سوريا، تعود التصريحات الأميركية للتراجع بعد التصعيد التركي الأخير الذي تحدث عن أن الحكومة التركية لن تتردد بالتحرك في منطقة عفرين وغيرها من المناطق في سوريا إذا لم توقف الولايات المتحدة دعمها لقوة بقيادة كردية، إضافةً إلى جملة من التصريحات الشديدة اللهجة التي توازت مع تحرك عسكري على حدود عفرين ما أعطى الأمور منحى أكثر جدية، كون تركيا ترى في الخطة الأميركية تهديد لأمنها القومي لأن المشرع الأميركي قد يؤدي إلى حركات انفصالية مستقبلية في الداخل التركي.
ليخرج اليوم وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون”، محاولاً تهدئة التوتر الحاصل قائلاً: “أعتقد أنه من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع، ليس هذا ما نفعله”، وأضاف “هذا أمر تم تصويره وتعريفه بأسلوب خاطئ، وبعض الأشخاص تحدثوا بطريقة خاطئة، لا ننشئ أي قوة حدودية”، مشيراً إلى أن بلاده تتفهم رد فعل تركيا إزاء ما ذُكر عن إنشاء “قوة حدودية” في سوريا.
تصريحات “تيلرسون” قرأتها بعض الصحف الأميركية على أنها هروب من الدخول بتصعيد عسكري مع تركيا في الوقت الذي يبدو من الواضح والجلي إخفاقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في معظم القرارات التي اتخذت في منطقة الشرق الأوسط، وعدم قدرته على التصعيد مع الجانب التركي في ظل تلك الإخفاقات.
وبالتوازي مع ذلك تحاول الولايات المتحدة المحافظة على ماتبقى من الثقة مع الوحدات الكردية وخصوصاً بعد تصريحات المتحدث باسم “التحالف الدولي” يوم أمس حول أن منطقة عفرين خارج نطاق عملياته ما أدى إلى حالة سخط داخل المجتمع الكردي كون المدينة يربط أهلها صلة قرابة مع باقي المناطق الكردية التي يوجد بها قوات أميركية كعين العرب وغيرها من المناطق، حيث رأى الكثير من النشطاء الأكراد في ذلك رسالة واضحة من الولايات المتحدة لتسليم أحد أهم مناطقهم لتركيا من أجل المصالح الأميركية.
وعليه يبدو أن الولايات المتحدة ترتب أولياتها في سوريا والتي تستند على وجود الأكراد وإقناعهم بإمكانيتها تحقيق حلمهم، فهل تريد الولايات المتحدة توريط روسيا بعملية للأتراك في عفرين؟ أم أنها ستتمكن من استيعاب الغضب التركي على حساب الدم الكردي؟