أثر برس

انتشار الخنافس السوداء في اللاذقية.. والزراعة تحذر من تهديد حقيقي لوجودها بموطنها الأصلي

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تنتشر الخنافس السوداء في مدينة اللاذقية بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، ما أثار حالة من الاستنفار لدى الأهالي الذين باتوا يحرصون على إغلاق الأبواب ورش المبيدات على أطراف المنازل ولجوء البعض إلى تركيب “شبك معدني” على النوافذ والأبواب منعاً لدخول الخنافس إلى المنازل، خاصة أنها تشاهد على شكل أسراب.

حيث اشتكى عدد من أهالي حي الصليبة من انتشار الخنافس السوداء في فترة المساء، ما يحرمهم من فتح الابواب والنوافذ خشية دخولها إلى المنازل، لا سيما أنها لا تشاهد بشكل إفرادي وإنما على شكل مجموعات، مشيرين إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي يجعل من الصعب الإبقاء على الأبواب والنوافذ مغلقة.

كما اشتكى عدد من أهالي الكورنيش الجنوبي من الصراصير الطيّارة إلى جانب الخنافس والتي تنجذب باتجاه الضوء، فما إن تضاء أي غرفة في المنزل حتى تغزوها هذه الحشرات بأعداد كبيرة، مطالبين الجهات المعنية في المحافظة بإيجاد حل لهذه الحشرات.

بدوره، قال رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة اللاذقية المهندس ياسر محمد لـ”أثر”: هذه الحشرة تسمى خنفساء  “Amara .sp”، وهي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة، وهذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العائلات وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية.

وبحسب محمد، تتغذى الخنفساء على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة.

وأكد محمد أنه يمكن دمج هذه الحشرات ببرامج المكافحة الحيوية مع مراعاة تغذيها في بعض فترات حياتها على النباتات العشبية، مبيناً أنها من الكائنات المهمة التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية وكذلك كمؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية.

وأشار محمد إلى أن أنواع هذه الفصيلة تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها كقطع الأشجار والحرائق في الغابات والمراعي، بالإضافة للرعي الجائر في البوادي وكذلك تلوث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية، وأضاف: فقدان أو قلّة وخسارة النوع من الحشرات يعد كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة.

وبحسب محمد، من المحتمل أن هجرتها ودخولها للمدن الكبرى بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي.

وأكد محمد أن الحرائق الكبيرة التي اجتاحت الجبال في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي والتي تعد الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية المهمة.

ودعا محمد إلى عدم القضاء على هذه الخنفساء في المناطق الزراعية لأنها مفيدة تتغذى على بعض الآفات الزراعية والحراجية، وإطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية وإحكام إقفال الأبواب والنوافذ جيداً لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.

باسل يوسف – اللاذقية

اقرأ أيضاً