أثر برس

انتهاء رحلة الرئيس الأسد إلى الصين.. ماذا عما بعد هذه الزيارة؟

by Athr Press Z

انتهت زيارة الرئيس بشار الأسد، إلى الصين بعد توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي، وسط انتشار العديد من المشاهد على وسائل الإعلام، والتي أوصلت رسالة مفادها أن هذه الزيارة ترقى إلى مستوى الحدث السياسي المهم وأن سوريا مهمة للصين دولة وشعباً، أما بالنسبة للسوريين فإن هذه الزيارة جددت آمالهم برفع سويّة الوضع الاقتصادي في بلادهم.

لماذا ترقى هذه الزيارة إلى مستوى الحدث السياسي المهم؟

أكد العديد من الخبراء العرب والأجانب أن هذه الزيارة جاءت في الوقت الذي تحاول فيه الصين فرض حضورها في الشرق الأوسط، وكذلك تسعى فيه سوريا إلى العودة لمحيطها العربي والدولي، وفي هذا السياق، أشارت الباحثة في مركز PeaceRep كاسيا هوتون في تحليل نشره موقع “المونيتور” الأمريكي تحليلاً إلى أن “هذه أول رحلة للرئيس الأسد خارج الشرق الأوسط -باستثناء زيارته إلى روسيا- منذ بدء الحرب في عام 2011، وأول زيارة له إلى الصين منذ عام 2004، وفي مؤتمر صحفي صرح شي جين بينغ أن: الصين مستعدة لمواصلة العمل مع سوريا… والدفاع المشترك عن الإنصاف والعدالة الدولية… ومقاومة التدخل الأجنبي والترهيب غير الحرفي والحفاظ على الاستقلال الوطني والسيادة وسلامة الأراضي، على الرغم من الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين”.

وأضافت هوتون أنه “بينما منحت بكين الدعم الدبلوماسي لدمشق منذ بدء الحرب، فإن هذه الرحلة تدل على إعادة تأهيلها بما يتجاوز شركائها التقليديين ومنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، وهو ما يرمز إليه بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، كما جلس الرئيس الأسد مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، في إشارة إلى أن الرئيس الأسد يتم الترحيب به من عزلته الدولية”.

وكذلك نشر الكاتب السوري والدكتور في الاقتصاد والعلاقات الدولية ذو الفقار عبود، مقالاً تحليلاً في موقع “الميادين نت” لفت خلاله إلى أن “رغبة الصين في تعزيز التقارب مع سوريا بعد الحرب، تبلورت في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى العاصمة السورية دمشق يوم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في سوريا في 17 تموز 2021، وكان الوزير الصيني أول المهنئين للرئيس الأسد بفوزه في تلك الانتخابات، كما قام الرئيس الصيني شي جين بينغ، بإرسال برقية تهنئة إلى الرئيس الأسد بمناسبة انتخابه قائلاً “إن الصين تدعم بقوة سوريا في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، وستقدّم كلّ ما تستطيع”.

ماذا عن الاقتصاد؟

تشير الآراء إلى أن سوريا تجد في الصين فرصة لدعم اقتصادها وكذلك الصين تجد بسوريا بوابة للحضور في اقتصاد الشرق الأوسط بشكل أكبر، فيما تحذّر بعض التحليلات من احتمال تأثير العقوبات الأمريكية على هذا التعاون الاقتصادي بين سوريا والصين، وفي هذا الصدد، لفتت الباحثة هوتون في “المونيتور” إلى أنه “الرئيس الأسد حريص على العثور على مانحين ومستثمرين لبرنامج إعادة الإعمار، وخاصة التي لا تفرض شروطاً سياسية”.

بدوره أشار عبود في “الميادين نت” إلى أنه “يبدو الطرفان الصيني والسوري أن لديهما مصلحة مشتركة في تعزيز التعاون، وتشمل هذه المصلحة تعزيز التضامن الدبلوماسي والعلاقات الاقتصادية لكي تحل محل علاقات البلدين التجارية الآخذة في التناقص بالنسبة إلى الصين والمتوقفة بالنسبة إلى سوريا”.

وأضافت في هذا السياق، صحيفة “العرب” إلى أنه “يقول مراقبون إن الصين تنظر إلى سوريا على أنها بلد على مستوى الصفر الاقتصادي، مما يجعل الاستثمارات الصينية تسبح في حوض واسع يشمل الطرقات والجسور وسكك الحديد والمطارات والموانئ، ومشاريع النفط والغاز والطاقة المتجددة، وكذلك مشاريع تصنيع السيارات والأجهزة الإلكترونية والسلع الاستهلاكية، ومشاريع الري وإنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، وصولاً إلى السياحة حيث يمكن للصين أن تستثمر في مشاريع الترويج السياحي وتطوير البنية التحتية السياحية”.

أما فيما يتعلق، باحتمال عرقلة هذه الخطط الاقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض المناطق السوري لا سيما الشرقية حيث تتركز الثروة النفطية، نوّهت هوتون إلى أنه “من المرجح أن يعكس الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية انفتاح الصين على مساعدة سوريا في إعادة إعمارها، ولكن فقط إذا رأت أن استثماراتها آمنة وجديرة بالاهتمام،  وهذا يمكن أن يحبط بالفعل فكرة التودد إلى سوريا وروسيا وإيران بشأن المشاركة الصينية في إعادة إعمار سوريا”.

بينما لفتت صحيفة “العرب” إلى أن “العقوبات المفروضة على سوريا تشكل عقدة رئيسية، إلّا أن الإفلات منها لا يعد أمراً صعباً أمام الشركات الصينية، لاسيما وأن الأعمال الصينية لا تتطلب تحويلات مالية مبكرة”.

وخلُصت الصحيفة إلى أن “المكسب السياسي الذي جناه الأسد كبير للغاية حتى ولو طال أمد وصول المنافع الاقتصادية”.

يشار إلى أن الحفاوة الصينية بالرئيس الأسد وعقيلته والوفد المرافق لهما، بدأت منذ أن أرسل الرئيس الصيني طائرة خاصة من الرئاسة الصينية لتقل الرئيس الأسد، وكان الحدث الأول في الزيارة التي استمرت حوالي أسبوع هو توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين الجانبين، إلى جانب اللقاءات التي أجراها الرئيس الأسد مع نظيره الصيني شي جين بينغ وعدد من المسؤولين الصينيين.

أثر برس

اقرأ أيضاً