نشرت وكالة “رويترز”، أمس الجمعة، تقريراً عن الدول التي تضم أكبر عدد من الجنود الأطفال في العالم، حيث برز اسم سوريا في قائمة الدول.
وضم التقرير بالإضافة إلى سوريا أيضاً الكونغو الديمقراطية، والصومال، واليمن، موضحاً أن هذه الدول الـ 4 يوجد فيها أكبر عدد من هؤلاء الأطفال.
وذكر التقرير أن عدد الأطفال المجندين في عام 2019 فقط، وصل إلى 7740 طفلاً في أنحاء العالم، بعضهم لم يتجاوز سن السادسة.
ولفت التقرير المذكور إلى أن التجنيد لم يقتصر على الفتيان فقط، بل استُخدمت الفتيات أيضاً، كما لا يُجنّد الأطفال فقط من قبل الجماعات المسلحة كمقاتلين، بل من الممكن أن يُستخدموا كمخبرين وجواسيس وعبيد منزليين ولصوص، بحسب التقرير.
كما حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك صادر عن الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، من “دوام ظاهرة تجنيد الأطفال في العالم، على الرغم من التعهدات والجهود الدولية الممارَسة لمحاولة منع هذه الظاهرة”، مع الإشارة إلى أن ذلك جاء بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة استخدام الجنود الأطفال، المعروف أيضاً باسم “يوم اليد الحمراء”.
سوريا وتجنيد الأطفال
وثق تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في 20 من تشرين الثاني الفائت، انتهاكات بحق الأطفال في سوريا، حيث ركز التقرير على عمليات تجنيد الأطفال قسرياً، إذ جندت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ بداية تأسيسها، ما لا يقل عن 113 طفلاً، قُتل 29 منهم، وذلك على الرغم من توقيع ما تُعرف بـ “الإدارة الذاتية” على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة، لوقف عمليات تجنيد الأطفال دون سن الـ 18، وتسريح من تم تجنيده منهم.
وأوضح تقرير آخر حول تجنيد الأطفال صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أن فصيل “الجيش الوطني” المدعوم تركياً، جنّد عدداً من الأطفال في صفوفه عقب عملية “نبع السلام” في منطقة رأس العين في الحسكة.
كما، رصدت المنظمة المذكورة، تجنيد تنظيم “هيئة تحرير الشام” في إدلب، مئات الأطفال دون سن 18 عاماً، خلال بدايات عام 2020 فقط.
وكانت سوريا قد صُنفت من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي، في حين أوضح تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، في 20 من تشرين الثاني الفائت، أن واحداً من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
يشار إلى أن أكثر من 29 ألف طفل قضوا خلال الحرب على سوريا أي منذ عام 2011، علاوةً على وجود أكثر من 4 آلاف طفل مختفين، ومئات الآلاف مشردين، وفقاً لتقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
يذكر أنه وفق المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية “حقوق الطفل في القانون الدولي”، يمنع تجنيد الأطفال في القوات المسلحة أو استخدامهم في الأعمال القتالية دون سن الـ 18، بينما يعتبر تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 “جريمة حرب”.