يعاني المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” في إدلب من انتهاكات المسلحين الممنهجة بحقهم والتي تجبرهم على الالتحاق بهم والقتال في صفوفهم.
وأكدت وسائل إعلام معارضة أن المدنيين جنوبي إدلب وشمالي حماة فقدوا أراضيهم الزراعية والمراعي، وباتت المجموعات المسلحة تُجبرهم على زيادة الاعتماد على المنتجات المستوردة، مما يقلل فرص العمل ويزيد من أسعارها.
وأشارت وسائل الإعلام المعارضة التي نقلت عنها صحيفة “الوطن” السورية إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي في تلك المناطق هو عملية مقصودة، مبينة أن البطالة تنتشر بين الشباب الذي يندفع في ظل هذه الحال إلى الالتحاق بالمجموعات المسلحة، وذلك بعدما انفصل الكثير من مسلحيهم عنهم بعد مقتل المئات منهم والهزائم المتكررة التي لحقت بهم وانهيار دفاعاتهم، لا سيما في المعارك الأخيرة التي خاضوها ضد الجيش السوري.
وفي ظل الحديث عن الإجراءات التي تقوم بها خلال هذه المرحلة المجموعات المسلحة في إدلب لا سيما “جبهة النصرة” المدرجة على قائمة “الإرهاب” أفادت وسائل إعلام معارضة بأن متزعم “النصرة”، أبو محمد الجولاني حضر اجتماعاً في إدلب ضم عدداً من الفعاليات المحلية في معبر باب الهوى شمال المحافظة.
ونقلت الوسائل عن مصادرها التي وصفتها بـ”الخاصة” أن الجولاني في ظهوره هذا اتبع أسلوباً جديداً، حيث طلب من جهات مقربة منه تنظيم اجتماع ليقوم بدوره في الحضور وتمرير رسائله محلياً ودولياً في محاولة منه لإعادة تصدير نفسه على أنه المسيطر على عموم مرافق المنطقة.
ووفقاً لوسائل الإعلام المعارضة جرى الاتفاق خلال الاجتماع المزعوم على أن يتظاهر الأعضاء بدعوتهم للقاء الفعاليات السياسية دون علمهم بأن اللقاء بحضور “الجولاني” الذي يعمل على إظهار نفسه ضمن الاجتماعات واللقاءات الإعلامية المتكررة، مشيرة إلى أن إخفاء القائمين على الاجتماع حقيقة وجود “الجولاني” جاء بهدف تجنب الحرج الداخلي والخارجي لاسيما مع انعدام الثقة والحاضنة الشعبية لكل من يتعامل مع تنظيم “النصرة” والجهات المرتبطة به.
يشار إلى أن الصفوف الداخلية للمجموعات المسلحة تشهد انقسامات كبيرة وتبادل التهم فيما بينهم، بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم.