خاص ||أثر برس أثّرت القرارات الحكومية الأخيرة التي ترتبط بمنع استجرار الخضار الورقية خوفاً من انتشار الكوليرا في الفلاح والتاجر تأثيراً كبيراً، وهذا أدى إلى إتلاف محاصيل كثيرة منها “البقدونس- الجرجير – الخس – الجزر – الملفوف – النعناع والبقلة والسلق والسبانخ”.
يقول محسن البياض تاجر في سوق الهال لـ “أثر برس”: “انخفضت أسعار الورقيات إلى الربع؛ فكيس البقدونس المكوّن من 30 باقة بقدونس يباع اليوم بـ1500 ليرة سورية، وكيس الخس المكوًن من 10 خسات يباع اليوم بـ5 آلاف ليرة سورية”، لافتاً إلى أن عدم استجرار الورقيات أثر في الفلاح بالدرجة الأولى، إذ بات يتلف محاصيله أو يطعمها للدواب جراء تعرضه للخسارة المالية.
وفي سياق متصل ومع انتشار مرض الكوليرا في عدد من المحافظات السورية قامت مديرية زراعة ريف دمشق بإتلاف بعض المحاصيل تغطيةً على سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي بمساحة إجمالية قدرها 150 دونماً (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وسُطّرت 20 مخالفة بحق المزارعين بحجة أن الخضروات من مختلف الأصناف ذات رائحة كريهة.
وتنتشر ظاهرة الري بمياه الصرف الصحي في مناطق عدة من دمشق وريفها (الكسوة، جديدة عرطوز، النبك، مزارع كفرسوسة، قطنا، التل، القطيفة)، ويكرر المزارعون في تلك المناطق ما يقوم به مزارعو الغوطة من سقاية مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي دون أدنى شعور بمسؤوليتهم تجاه غذاء الناس وصحتهم.
ويؤكد محمد العقاد عضو لجنة تجار ومصدري الخضروات والفواكه في دمشق في تصريح لـ “أثر برس” انخفاض الطلب على الخضروات الورقية بنسبة 60% لامتناع المطاعم عن استجرارها تحت طائلة الإغلاق نتيجة نقلها لمرض الكوليرا.
ولفت إلى أن معظم المبيعات تتم فردياً، إذ أن العائلة الواحدة لا تحتاج إلى ما يزيد على باقة بقدونس أو اثنتين، على حين المطاعم كانت تستجر كميات كبيرة، وهذا أدى إلى انخفاض الأسعار بحدود 80% على جميع أنواع الخضروات الورقية.
وبحسب العقاد، فإن انتشار الكوليرا يؤثر في المزارعين السوريين ويزيد خسائرهم، بعد تراجع الاستهلاك المحلي ووقف الدول المجاورة استيراد المنتجات الزراعية، لأن الإنتاج الزراعي في سوريا مكلف وبمنزلة مجازفة في ظل غلاء البذور والمحروقات والأسمدة.
وبيّن أن الري بالصرف الصحي ليس بالجديد فهو موجود من قبل الحرب؛ فجميع البساتين المحيطة بالمدن تسقى مزروعاتها بمياه الصرف الصحي، وليس فقط في الغوطة وذلك نتيجة قلة الأمطار وجفاف الآبار، وتعطل شبكات الري بسبب الحرب وتداعياتها، فضلاً عن عدم توفر المازوت وارتفاع سعره.
وختم العقاد حديثه بالقول: “يمكن التمييز بين الخضروات المروية بالمياه النظيفة والصرف الصحي من الرائحة لذلك يجب على المستهلك شم البقدونس أو النعناع أو الخس قبل الشراء؛ ففي حال كانت رائحته تشبه رائحة السمك فهي مروية بالصرف الصحي، وبذلك يجب عدم شرائها تخوفاً من الإصابة بالأمراض ومنها مرض الكوليرا”.
وفي وقت سابق ، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من مغبّة انتشار الكوليرا في سوريا، والسبت الماضي جرى تسجيل 201 إصابة بالكوليرا، و14 حالة وفاة في مدن عدة، حسب وزارة الصحة السورية، التي دعت السكان لاتباع خطوات الحماية ومنها “غسل الفواكه والخضار جيداً، وعدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته”.
نور ملحم