خاص|| أثر برس يعاني مربو قطعان الثروة الحيوانية في أرياف محافظة الحسكة من ارتفاع أسعار المواد العلفية في الأسواق المحلية وندرتها في أغلب الأحيان، ما أثر سلباً على واقع تربيتها وتناقص أعدادها خلال السنوات السابقة، وسط مطالب ملحة من المربين لزيادة المقنن العلفي وأن يشمل المربين في المناطق خارج سيطرة الدولة السورية.
ويشير عدد من مربي الثروة الحيوانية في الريف الجنوبي للحسكة بحديثهم مع “أثر” إلى أن المعاناة كبيرة جراء الاحتياجات الكبيرة لتربية القطعان، فالأعلاف أسعارها عالية جداً، ولا يوجد دعم أساساً لمربي الثروة الحيوانية وتوقف توزيع المقنن العلفي واللقاحات البيطرية للمربين في المناطق الخارجة عن السيطرة أدى إلى نفوق أعداد من الثروة الحيوانية.
وطالبوا بضرورة إعادة الاهتمام بالثروة الحيوانية والحفاظ عليها من خلال إعادة دعم المربين وعدم تركهم للتجار في الأسواق المحلية التي تعج بالأعلاف مجهولة المصدر، مؤكدين ضرورة أن يتم زيادة المقنن العلفي وأن يكون شاملاً للمربين في كل المحافظة.
وبحسب بعض المربين في مناطق سيطرة “قسد” فإنه لا تتوفر كافة أنواع الأعلاف اللازمة للحيوانات وتؤمن فقط مادة الشعير ويباع كعلفي بمبلغ 2500 ليرة سورية للكيلوغرام، إلا أن قطعان الثروة الحيوانية تحتاج لأنواع أخرى أهمها النخالة والجاهز لذلك لابد من تدخل الجهات الحكومية لتأمين باقي أصناف الأعلاف من المحافظات الأخرى لتأمينها من معامل الأعلاف في المحافظات الأخرى ونقلها إلى المحافظة.
ووفق إحصاءات مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة، انخفضت أعداد الثروة الحيوانية خلال السنوات السابقة بشكل متواصل حيث بلغ عددها في عام 2010 نحو 1956368 رأساً تشمل الأغنام والأبقار والجاموس والماعز، بينما بلغت خلال الجولة الإحصائية الرابعة التي أجرتها المديرية خلال عام 2022 الماضي 1614221 رأساً بنقص 342147 رأساً.
وفي تصريح لـ”أثر برس”، أرجع معاون مدير زراعة الحسكة المهندس عز الدين الحسو سبب تراجع أعداد الثروة الحيوانية إلى سنوات الجفاف وندرة المراعي وغلاء الأعلاف بشكل كبير، وعدم توزيع المقنن العلفي لغالبية مربي الثروة الحيوانية واقتصار التوزيع على المناطق الواقعة ضمن السيطرة، إضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية في المناطق الخارجة عن السيطرة “غير الآمنة” نتيجة عدم توفر اللقاحات البيطرية وقلة التحصينات الخاصة بالثروة الحيوانية.
إذ تتوزع الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة ضمن منطقتين، منطقة آمنة (تحت سيطرة الدولة)، ومنطقة خارجة عن السيطرة تستولي عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، ولا تشكل الثروة الحيوانية في المناطق الآمنة سوى 10 % من أعداد الثروة الحيوانية المتواجدة في المحافظة حيث يبلغ إجمالي الثروة الحيوانية ضمن المنطقة الآمنة وفق إحصائيات مديرية الزراعة 148456 رأساً من إجمالي الثروة الحيوانية البالغ 1614221 رأساً.
بدوره، أكد مدير زراعة الحسكة المهندس علي خلوف خلال اجتماع اللجنة الزراعية الفرعية الذي عقد الأسبوع الفائت أن واقع الثروة الحيوانية جيد حالياً نتيجة توفر بقايا المحاصيل الزراعية، منوها إلى نقص في الأعلاف وارتفاع في أسعارها مطالباً بتدخل لزيادة المقنن العلفي لمربي الثروة الحيوانية وأن يشمل كامل قطعان الثروة الحيوانية للحفاظ عليها.
وطالب أعضاء اللجنة بزيادة المقنن العلفي لكافة أنواع الثروة الحيوانية ومن كافة المواد العلفية والعمل على نقل الأعلاف من المحافظات الأخرى، وألا يكون هناك تمييز بين المربين داخل السيطرة وخارجها من حيث الحصول على المقنن العلفي، وتأمين اللقاحات البيطرية لكل المحافظة لاسيما أن التحصينات الخاصة بالثروة الحيوانية والأعلاف لا تشمل سوى المربين ضمن مناطق السيطرة.
وتشهد أسعار المواشي خلال الفترة الحالية من السنة ارتفاع كبير في الأسعار، حيث يتراوح سعر الخروف بين 2 – 5 مليون ليرة سورية، بينما يتراوح سعر النعجة بين 2 – 4 مليون ليرة، أما أسعار العجول تبدأ من 12 مليون ليرة سورية، وبحسب الشاب عدنان الذي يعمل في تجارة المواشي، فإن ارتفاع الأسعار يرتبط خلال الفترة الحالية بالهطولات المطرية وبالتهريب عبر الحدود بشكل غير شرعي إلى الأراضي العراقية.
وأضاف عدنان “معظم عمليات التهريب تتم باتجاه الأراضي العراقية وتحديداً إلى إقليم شمال العراق، فالأغنام في المنطقة تعد ذات مواصفات عالية /عواس/، كما يتم تهريب العجول ما ينعكس على أسعارها في السوق المحلية، وتتأثر أعدادها في المنطقة”.
جوان الحزام – الحسكة