خاص|| أثر برس شهد سوق السمك في مدينة بانياس صباح اليوم حركة إقبال لافتة على شراء الأسماك التي افترشت أمام المحال وداخلها، لتعيد الأنواع ذاتها إنتاج نفسها في جميع المحال، حيث تصدرت أسماك البلميدا والسكمبري والسردين والمليفا واجهات المحال.
الكميات الكبيرة من الأسماك المصطادة حرّكت سوق السمك واستقطبت الزبائن للشراء، بعدما فرض كثرة العرض انخفاض الأسعار لتحاكي جيوب أصحاب الدخل المحدود.
في جولة لـ “أثر” على سوق السمك في بانياس، حالة عامة من الرضا ترتسم على وجوه المواطنين الذين يقبلون على الشراء، إذ قال عدد منهم: “لا نستطيع أن نأكل السمك سوى في فصل الصيف عندما يصبح موسم تكاثر سمك البلميدا وتنخفض الأسعار، ما يجعلنا قادرين على شراء كيلو وأكثر بما يضمن عدم زعزعة الميزانية الشهرية”، مبيناً أنه اشترى سمكة بلميدا وزن 4 كيلو بسعر 15 ألف ليرة.. المبلغ الذي وصفه بأنه يتناسب مع وجبة لحم، خاصة السمك بما له من فوائد عدة.
انخفاض الأسعار بالتزامن مع نهاية الشهر وقبض الموظفين لرواتبهم، وجده مواطنون تزامناً جاء بوقته، خاصة في ظل تعثر الموظفين عن تأمين أكثر من وجبة واحدة في الشهر تحتوي على اللحم الأحمر أو الأبيض وبكميات محدودة جداً، من مبدأ “شم ولا تدوق”.
من جهته، عزا البائع في سوق السمك ببانياس فراس رحمون لـ “أثر” انخفاض أسعار السمك إلى الكميات الكبيرة التي يتم اصطيادها خلال الفترة الحالية التي تعد موسم تكاثر لأنواع محلية مستوطنة في مياهنا، مدللاً بسمك البلميدا، السردين، السكمبري.
وأشار رحمون إلى أن كيلو البلميدا الذي كان يباع سابقاً بين 8-12 ألف ل.س، يباع اليوم بـ4000 ل.س بالمفرّق، ويباع كيلو السكمبري اليوم بـ3000 ل.س، فيما كان يباع سابقاً بين 13-17 ألف ل.س، والسردين 2000 ل.س، تونا كبيرة 10 ألف ل.س، مليفا 7000 ل.س بعد أن وصل سعر الكيلو إلى 100 ألف ل.س.
وبيّن رحمون أنه يتم حالياً اصطياد الأسماك بأحجام مختلفة خاصة البلميدا، حيث تتراوح بين نصف كغ إلى أكثر من 50 كغ، مؤكداً أن الأسعار في سوق السمك تخضع للعرض والطلب، فكلما زاد العرض انخفضت الأسعار، وكلما انخفضت الكميات الموجودة في السوق ارتفعت الأسعار، منوهاً بوجود إقبال كبير على شراء الأسماك.
كما أوضح رحمون أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل من الصعب على الصيادين تخزين الأسماك المصطادة، خاصة في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء، وارتفاع سعر “لوح” الثلج إلى 5000 ل.س، واقع الحال الذي يدفع الصيادين إلى خفض الأسعار وبيع صيدهم، لا سيما أنه حتى لو تكلّف الصياد على عملية تخزين الأسماك فإنه سيباع في اليوم التالي بنصف ثمنه، لأنه لن يضاهي السمك “التازة”.
صفاء علي – طرطوس