خاص|| أثر برس أصدرت “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” بياناً يقضي بعزل “جهاد عيسى الشيخ” المدعو “أبو أحمد زكور”، والذي أعلن انشقاقه عن “الهيئة” قبل ثلاثة أيام.
وأكد مصدر خاص في ريف إدلب لـ”أثر” أن “زكور” يُعد الرجل الثالث في “الهيئة” بعد “الجولاني والقحطاني”، موضحة أنه مسؤول عن الجناح الاقتصادي في “الهيئة” وكان مسؤولاً عن جميع الملفات المالية منها محطات الوقود والمطاعم الأموال، التي تحصلها “الهيئة” من المدنيين والتجار وأصحاب الأراضي بفرض الأتاوات والضرائب، بالإضافة إلى الأموال تفرضها الحواجز على البضائع والسيارات التي تدخل مناطق سيطرتها في ريف إدلب.
وعن سبب انشقاق “أبو زكور” قالت المصادر: “إن متزعم هيئة تحرير الشام، المدعو أبو محمد الجولاني، إدلب كان يخطط لإصدار قرار يقضي بعزل زكور وفرض الإقامة الجبرية عليه، وذلك بسبب امتلاكه معلومات حساسة تخص استثمارات الجولاني داخل إدلب وخارجها ضمن الأراضي التركية، وتم تسريب الخبر إلى زكور بوساطة أحد مساعدي الجولاني بساعات قليلة قبل صدور القرار، ما دفع زكور إلى الهرب باتجاه ريف حلب -مناطق سيطرة فصائل أنقرة- وبحوزته قرابة 25 مليون دولار”.
وتابعت المصادر أنه بعدما توجه “زكور” إلى ريف حلب أصدرت “هيئة تحرير الشام” قراراً يقضي بعزل “جهاد عيسى الشيخ” الملقب بـ”أبي أحمد زكور” واتهمت “الهيئة” الأخير في بيانها بأنه “أساء استخدام منصبه، وخالف السياسة العامة للهيئة”.
ورجّحت مصادر “أثر” أن “الهيئة” تُفاوض القيادي السابق في صفوفها “أبو أحمد زكور” مفاوضة سرية لضمان عدم تسريبه هذه المعلومات، مقابل مبلغ مالي ضخم.
وفي سياق متصل، أعلنت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” إنشاء “محكمة تجارية” في مدينة سرمدا بريف إدلب، وأشارت مصادر “أثر” فإن تلك المحكمة وقضاتها تخضع إلى سلطة “الجولاني” خضوعاً غير مباشر.
وشهدت “هيئة تحرير الشام” العام الجاري حركة تمرّد لافتة من قيادييها، ما دفع متزعمها “الجولاني” إلى شن حملات اعتقالات بحق عدد من قيادييها، وفي أيلول الفائت أمر الأخير باعتقال 50 شخصاً من مسلحي “الهيئة” بينهم مسؤول عن تصنيع المتفجّرات.
يشار إلى أن “هيئة تحرير الشام” تسيطر على محافظة إدلب منذ عام 2017، ويسعى متزعمها “أبو محمد الجولاني” إلى التمدد بالسيطرة على مناطق ريف حلب الشمالي بهدف توسيع نفوذه العسكري والاقتصادي، وفي تشرين الأول 2022 اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيلي “فرقة الحمزة” و”الفيلق الثالث”، وذلك بعد اعتقال الأخير مجموعة تابعة إلى “فرقة الحمزة” وتدخلت “الهيئة” في القتال إلى جانب “الحمزة” بالاشتراك مع فصيل “فرقة سليمان شاه” و”حركة أحرار الشام – القاطع الشرقي” التابعين لأنقرة، الأمر الذي أدى إلى دخول “الهيئة” إلى كامل منطقة مدينة عفرين والسيطرة عليها بتمهيد من تلك الفصائل، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الفيلق على الانسحاب إلى مدينة أعزاز _أبرز معاقله_ لتنسحب “الهيئة” من المنطقة بعد مفاوضات واجتماعات بطلب من الجانب التركي.
باسل شرتوح- إدلب